موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
                    صفحه 7
                
                الفصل الرابع : عزم الإمام على قتال معاوية ثانيا
4 / 1
خُطبَةُ الإِمامِ قَبلَ المَسيرِ إلَى الشّامِ
  ۲۶۹۱.تاريخ الطبري عن عبد الملك بن أبي حرّة :لَمّا خَرَجَتِ الخَوارِجُ وهَرَبَ أبو موسى إلى مَكَّةَ ورَدَّ عَلِيٌّ ابنَ عَبّاسٍ إلى البَصرَةِ ، قامَ فِي الكوفَةِ فَخَطَبَهُم ، فَقالَ : 
 الحَمدُ للّهِِ وإن أتَى الدَّهرُ بِالخَطبِ الفادِحِ ، وَالحَدَثانِ الجَليلِ ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ . 
 أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ المَعصِيَةَ تورِثُ الحَسرَةَ ، وتُعقِبُ النَّدَمَ ، وقَد كُنتُ أمَرتُكُم في هذَينِ الرَّجُلَينِ وفي هذِهِ الحُكومَةِ أمري ، ونَحَلتُكُم رَأيي ، لَو كانَ لِقَصيرٍ أمرٌ ! ولكِن أبَيتُم إلّا ما أرَدتُم ، فَكُنتُ أنَا وأنتُم كَما قالَ أخو هَوازِنَ : 
أمَرتُهُمُ أمري بِمُنعَرَجِ اللِّوىَ
فَلَم يَستَبينُوا الرُّشدَ إلّا ضُحَى الغَدِ
 ألا إنَّ هذَينِ الرَّجُلَينِ اللَّذَينِ اختَرتُموهُما حَكَمَينِ قَد نَبَذا حُكمَ القُرآنِ وَراءَ ظُهورِهِما ، وأحيَيا ما أماتَ القرآنُ ، وَاتَّبَعَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُما هَواهُ بِغَيرِ هُدىً مِنَ اللّهِ ، فَحَكَما بِغَيرِ حُجَّةٍ بَيِّنَةٍ ، ولا سُنَّةٍ ماضِيَةٍ ، وَاختَلَفا في حُكمِهِما ، وكِلاهُما لَم يَرشُد ، فَبَرِئَ اللّهُ مِنهُما ورَسولُهُ وصالِحُ المُؤمِنينَ . اِستَعِدّوا وتَأَهَّبوا لِلمَسيرِ إلَى الشّامِ ،
 
            
                
                    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج4
                    صفحه 8
                
                وأصبِحوا في مُعَسكَرِكُم إن شاءَ اللّهُ يَومَ الإِثنَينِ ۱ .
4 / 2
اِستِنصارُ الإِمامِ الخَوارِجَ في قِتالِ مُعاوِيَةَ
  ۲۶۹۲.تاريخ الطبري عن عبد الملك بن أبي حرّة :كَتَبَ [عَلِيٌّ عليه السلام ] إلَى الخَوارِجِ بِالنَّهرِ : 
 بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ . مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ إلى زَيدِ بنِ حُصَينٍ ، وعَبدِ اللّهِ بنِ وَهبٍ ، ومَن مَعَهُما مِنَ النّاسِ . 
 أمّا بَعدُ ، فَإنَّ هذَينِ الرَّجُلَينِ اللَّذَينِ ارتَضَينا حُكمَهُما قَد خالَفا كِتابَ اللّهِ ، وَاتَّبَعا أهواءَهُما بِغَيرِ هُدىً مِنَ اللّهِ ، فَلَم يَعمَلا بِالسُّنَّةِ ، ولَم يُنفِذا لِلقُرآنِ حُكما ، فَبَرِئَ اللّهُ ورَسولُهُ مِنهُما وَالمُؤمِنونَ ، فَإِذا بَلَغَكُم كِتابي هذا فَأَقبِلوا ؛ فَإِنّا سائِرونَ إلى عَدُوِّنا وعَدُوِّكُم ، ونَحنُ عَلَى الأَمرِ الأَوَّلِ الَّذي كُنّا عَلَيهِ . وَالسَّلامُ . 
 وكَتَبوا إلَيهِ : أمّا بَعدُ ، فَإِنَّكَ لَم تَغضَب لِرَبِّكَ ، إنَّما غَضِبتَ لِنَفسِكَ ، فَإِن شَهِدتَ عَلى نَفسِكَ بِالكُفرِ وَاستَقبَلتَ التَّوبَةَ نَظَرنا فيما بَينَنا وبَينَكَ ، وإلّا فَقَد نابَذناكَ عَلى سَواءٍ ، إنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ الخائِنينَ . 
 فَلَمّا قَرَأَ كِتابَهُم أيِسَ مِنهُم ، فَرَأى أن يَدَعَهُم ويَمضِيَ بِالنّاسِ إلى أهلِ الشّامِ حَتّى يَلقاهُم فَيُناجِزَهُم ۲ .
  ۲۶۹۳.أنساب الأشراف عن أبي مجلز :بَعَثَ عَلِيٌّ إلَى الخَوارِجِ أن سيروا إلى حَيثُ شِئتُم ، ولا
1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۷۷ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۰۰ ، أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۴۰ عن عامر الشعبي وجبر بن نوف وغيرهما ، مروج الذهب : ج۲ ص۴۱۲ ، البداية والنهاية : ج۷ ص۲۸۷ عن الشعبي وفيه إلى «ضحى الغد» ؛ نهج البلاغة : الخطبة ۳۵ وفيه من «الحمد للّه » إلى «ضحى الغد» والأربعة الأخيرة نحوه .
2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۷۷ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۰۱ ، الأخبار الطوال : ص۲۰۶ نحوه وراجع البداية والنهاية : ج۷ ص۲۸۷ .