الأمثال‏ - الصفحه 34

صَحيحَةٌ ، فهُوَ لا يَتأمَّلُ بعَقلِهِ ، ولايُبصِرُ بعَينِهِ ، ولا يَسمَعُ باُذُنِهِ ، ولا يُعَبِّرُ بلِسانِهِ عَن حاجَتِهِ ، ولايَدفَعُ المَكارِهَ عَن نَفْسِهِ بالإدلاءِ بحُجَجِهِ ، ولا يَبطِشُ لشَي‏ءٍ بيَدَيهِ ، ولا يَنهَضُ إلى‏ شَي‏ءٍ برِجْلَيهِ ، فذلكَ قِطعَةُ لَحمٍ قد فاتَتهُ المَنافِعُ ، وصارَ غَرَضاً لكُلِّ المَكارِهِ ، فكذلكَ المؤمنُ إذا جَهِلَ حُقوقَ إخوانِهِ فاتَهُ ثَوابُ حُقوقِهِم ، فكانَ كالعَطشانِ بحَضرَةِ الماءِ الباردِ فلَم يَشرَبْ حتّى‏ طَفى‏ ... فإذا هُو سَليبُ كُلِّ نِعمَةٍ ، مُبتلىً بكُلِّ آفَةٍ .۱

(انظر) الأخ : باب 31 .

3559 - مَثَلُ القائِمِ عَلى‏ حُدودِ اللَّهِ وَالمُداهِنِ فيها

۱۸۵۸۸.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : مَثَلُ القائمِ على‏ حُدودِ اللَّهِ والمُداهِنِ فيها كمَثَلِ قَومٍ استَهَموا على‏ سَفينَةٍ في البَحرِ ، فأصابَ بَعضُهُم أعلاها وأصابَ بَعضُهُم أسْفَلَها ، فكانَ الّذينَ في أسفَلِها إذا استَقَوا مِن الماءِ مَرُّوا على‏ مَن فَوقَهُم ، فقالَ الّذينَ في أعلاها: لانَدَعُهُم يَصعَدونَ فيُؤذونا ، فقالوا : لو أنّا خَرَقنا في نَصيبِنا خَرقاً ولَم نُؤذِ مَن فَوقَنا! فإن يَترُكوهُم وما أرادُوا هَلَكوا جَميعاً ، وإن أخَذوا على‏ أيديهِم نَجَوا ونَجَوا جَميعاً .۲

۱۸۵۸۹.عنه صلى اللَّه عليه وآله : مُدهِنٌ في حُدودِ اللَّهِ والرّاكِبُ حُدودَ اللَّهِ عَزَّوجلَّ والآمِرُ بها والنّاهي عَنها كمَثَلِ قَومٍ استَهَموا على‏ سَفينَةٍ مِن سُفُنِ البَحرِ ، فأصابَ بعضُهُم مُؤخَّرَ السَّفينَةِ وأبعَدَها عنِ المِرفَقِ وكانوا سُفَهاءَ ، فكانوا إذا أتَوا على‏ رِحالِ القَومِ آذَوهُم ، فقالوا : نَحنُ أقرَبُ أهلِ السَّفينَةِ مِن المِرفَقِ وأبعَدُها مِن الماءِ ، وبَينَنا وبَينَ المِرفَقِ أن نَخرِقَ السّفينَةِ ثُمّ نَسُدَّهُ إذا استَقَينا مِنهُ ، فقالَ ضُرَباؤهُ مِن السُّفَهاءِ : فادخُلْ، فدَخَلَ فأهوى‏ إلى‏ فاسٍ يَضرِبُ بهِ عَرضَ السَّفينَةِ ، فأشرَفَ علَيهِ رجُلٌ مِنهُم ونَشَدَهُ: ما تَصنعُ ؟ ! قالَ : نَحنُ أقرَبُكُم إلى المِرفَقِ وأبعَدُكُم مِنهُ ، أخرِقُ دَفَّ هذهِ السَّفينَةِ ، فإذا استَقَينا سَدَدناهُ ، قالَ :

1.التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام : ۳۲۰/۱۶۲ .

2.كنز العمّال : ۵۵۳۳ .

الصفحه من 44