(وَاللَّهُ الَّذِي أرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأحْيَيْنا بِهِ الْأرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذلِكَ النُّشُورُ) .۱
(فَأنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) .۲
التّفسير :
قال العلّامة الطباطبائيّ في تفسير الآية الاُولى : والمراد بقوله : (إنَّ ذلِكَ لَمُحْيي المَوتى) الدلالة علَى المماثلة بين إحياء الأرض الميّتة وإحياء الموتى ؛ إذ في كلٍّ منهما موت - هو سقوط آثار الحياة من شيءٍ محفوظ - وحياة هي تجدّد تلك الآثار بعد سقوطها ، وقد تحقّق الإحياء في الأرض والنبات ، وحياة الإنسان وغيره من ذوي الحياة مثلها ، وحكم الأمثال فيما يجوز وفيما لا يجوز واحد ، فإذا جاز الإحياء في بعض هذه الأمثال - وهو الأرض والنبات - فليجز فِي البعض الآخر .۳
وقال - في قوله تعالى : (فَأحيَينا بِهِ الأرضَ بَعدَ مَوتِها) - : وأنبتنا فيها نباتاً بعد ما لم تكن ، ونسبة الإحياء إلى الأرض وإن كانت مجازيّة لكن نسبته إلى النبات حقيقيّة ، وأعمال النبات من التغذية والنموّ وتوليد المِثل وما يتعلّق بذلك أعمال حيويّة تنبعث من أصل الحياة .
ولذلك شبّه البعث وإحياء الأموات بعد موتهم بإحياء الأرض بعد موتها ؛ أي إنبات النبات بعد توقّفه عن العمل وركوده فِي الشتاء ، فقال : (كَذلِكَ النُّشورُ) ، أي البعث ، فالنشور بسط الأموات يوم القيامة بعد إحيائهم وإخراجهم من القبور .۴
2927 - الدَّليلُ الخامِسُ لِإثباتِ المَعادِ
الكتاب :
(أوَلَمْ يَرَوْا أنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) .۵
1.فاطر : ۹ .
2.الأعراف : ۵۷ .
3.الميزان في تفسير القرآن : ۱۶/۲۰۳ .
4.الميزان في تفسير القرآن : ۱۷/۲۱ .
5.الأحقاف : ۳۳ .