الإیمان - الصفحه 15

أو ضمّ إليه المعاصي لم يتغيّر حاله أصلاً ممنوع ، فقوّة الإيمان بمزاولة الطاعات وضعفها بارتكاب المعاصي ممّا لا ينبغي الارتياب فيه ، وقوّة الأثر وضعفه كاشفة عن قوّة مبدأ الأثر وضعفه ، قال تعالى‏ : (إلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ والعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ )۱، وقال : (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الّذِينَ أساؤوا السُّوءى‏ أنْ كَذَّبُوا بآياتِ اللَّهِ وكانُوا بِها يَسْتَهزؤونَ )۲.
وأمّا ما ذكروه من التأويل فأوّل التأويلين يوجب كون من لم يستكمل الإيمان - وهو الذي في قلبه فترات خالية من أجزاء الإيمان على‏ ما ذكروه - مؤمناً وكافراً حقيقة ، وهذا ممّا لا يساعده ولا يشعر به شي‏ء من كلامه تعالى‏ .
وأمّا قوله تعالى‏ : (وَما يُؤمِنُ أكْثَرُهُم بِاللَّهِ إلّا وهُمْ مُشْرِكونَ )۳ فهو إلَى الدلالة على‏ كون الإيمان ممّا يزيد وينقص أقرب منه إلَى الدلالة على‏ نفيه ؛ فإنّ مدلوله أنّهم مؤمنون في حال أنّهم مشركون ، فإيمانهم إيمان بالنسبة إلَى الشرك المحض ، وشرك بالنسبة إلَى الإيمان المحض ، وهذا معنى‏ قبول الإيمان للزيادة والنقصان .
وثاني التأويلَين يفيد أنّ الزيادة في الإيمان وكثرته إنّما هي بكثرة ما تعلّق به ، وهو الأحكام والشرائع المنزلة من عند اللَّه ، فهي صفة للإيمان بحال متعلّقه ، والسبب في اتّصافه بها هو متعلّقه ، ولو كان هذه الزيادة هي المرادة من قوله : (لِيَزْدادُوا إيماناً مَعَ إيمانِهِم ) كان الأنسب أن تجعل زيادة الإيمان في الآية غاية لتشريع الأحكام الكثيرة وإنزالها ، لا لإنزال السكينة في قلوب المؤمنين .۴

277 - دَرَجاتُ الإيمانِ‏

الكتاب:

( هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ) .۵

(انظر) الأنعام : 83 ، 132 ، يوسف : 76 ، الإسراء : 21 ، الأحقاف : 19 ، الحديد : 10 ، المجادلة : 11 ، الحشر : 9 ، 10 .

الحديث:

۱۳۷۷.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : إنّ أعلى‏ مَنازِلِ الإيمانِ دَرَجةٌ واحدةٌ مَن بَلَغَ إلَيها فَقَد فازَ

1.فاطر : ۱۰ .

2.الروم : ۱۰ .

3.يوسف : ۱۰۶ .

4.الميزان في تفسير القرآن: ۱۸/۲۵۹ .

5.آل عمران : ۱۶۳ .

الصفحه من 34