الایثار (تفصیلی) - الصفحه 12

النتائج الموضوعية التي يحقّقها في الواقع الخارجي متمثّلة باجتناب مناشئ الفساد الاجتماعي واستئصالها ، ومن ثَمّ تأمين المنافع المادّية والمعنوية للمجتمع الإنساني .
لقد أوجز القرآن الكريم في خاتمة آية الإيثار ، البركات الفردية والاجتماعية لهذه الخصلة الكريمة في جملة واحدة ، وهو يسجّل :
«وَ مَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ » . ۱
فإذن يبرز «الفلاح» في طليعة بركات الإيثار ويأتي في عداد أهمّ المنافع المترتّبة على مواجهة الأثرة والأنانية والشحّ ؛ والفلاح في حقيقته عبارة عن الظفر وإدراك جميع المبتغيات الحقيقية الفردية والاجتماعية . ۲

5 . آداب الإيثار

ذكرنا في تعريف الإيثار أنّ هذه الخصلة الكريمة تعني : «تقديم الشيء بحقّه» ؛ وهذا التعريف يستبطن في محتواه جميع مبادئ آداب الإيثار التي سيأتي ذكرها في الفصل الرابع ، وبهذا يتّضح أنّ رعاية هذه الآداب والالتزام بها ، هو الشرط اللازم لتحقّق مفهوم الإيثار بوصفه قيمة أخلاقية مهمّة .
واُصول هذه الآداب ، هي :

أ ـ الإخلاص

الأدب الأوّل الذي يؤطّر الإيثار هو الإخلاص ۳ ، فمع غياب الإخلاص عن هذه

1.الحشر : ۹.

2.الفلاح : الظفر وإدراك بُغية ، وذلك ضربان : دنيوي واُخروي (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۶۴۴ «فلح»).

3.راجع : ص ۱۲۹ (الإخلاص).

الصفحه من 62