الایثار (تفصیلی) - الصفحه 61

5 / 4

أبي ذَرٍّ

۸۹.تفسير القمّي :كانَ أبو ذَرٍّ تَخَلَّفَ عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ثَلاثَةَ أيّامٍ ، وذلِكَ أنَّ جَمَلَهُ كانَ أعجَفَ ۱ فَلَحِقَ بَعدَ ثَلاثَةِ أيّامٍ بِهِ ، ووَقَفَ عَلَيهِ جَمَلُهُ في بَعضِ الطَّريقِ فَتَرَكَهُ وحَمَلَ ثِيابَهُ عَلى ظَهرِهِ ، فَلَمَّا ارتَفَعَ النَّهارُ نَظَرَ المُسلِمونَ إلى شَخصٍ مُقبِلٍ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : كُن أبا ذَر .
فَقالوا : هُوَ أبو ذَرٍّ .
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أدرِكوهُ بِالماءِ فَإِنَّهُ عَطشانُ . فَأَدرَكوهُ بِالماءِ ، ووافى أبو ذَر رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ومَعَهُ إداوَةٌ ۲ فيها ماءٌ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا أبا ذَر ، مَعَكَ ماءٌ وعَطِشتَ؟
فَقالَ : نَعَم يا رَسولَ اللّهِ ، بِأَبي أنتَ واُمِّي ! انتَهَيتُ إلى صَخرَةٍ وعَلَيها ماءُ السَّماءِ فَذُقتُهُ فَإِذا هُوَ عَذبٌ بارِدٌ ، فَقُلتُ : لا أشرَبُهُ حَتّى يَشرَبَهُ حَبيبي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا أبا ذَر رَحِمَكَ اللّهُ ! تَعيشُ وَحدَكَ ، وتَموتُ وَحدَكَ ، وتُبعَثُ وَحدَكَ ، وتَدخُلُ الجَنَّةَ وَحدَكَ ، يَسعَدُ بِكَ قَومٌ مِن أهلِ العِراقِ يَتَوَلَّونَ غُسلَكَ وتَجهيزَكَ وَالصَّلاةَ عَلَيكَ ودَفنَكَ . ۳

1.العَجَف : الهزال (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۹۹ «عجف») .

2.الإداوَة : إناءٌ صغير من جلد يُتّخذ للماء (النهاية : ج ۱ ص ۳۳ «أدا») .

3.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۲۹۴ ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۴۲۹ ح ۳۷ .

الصفحه من 62