الایثار (تفصیلی) - الصفحه 9

فَقالَ : نَعَم ، قالَ : أمّا أنتَ يا أخا ثقيف فَإِنَّكَ جِئتَ تَسأَلُني عَن وُضوئِكَ وصَلاتِكَ وما لَكَ فِيهما مِنَ الثَّوابِ ... . ۱

3 . أسباب الإيثار

جاء في موسوعة نضرة النعيم تحت عنوان «الأسباب التي تعين على الإيثار» :
1 . تعظيم الحقوق : فإن عظمت الحقوق عنده ، قام بواجبها ورعاها حقّ رعايتها واستعظم إضاعتها ، وعلم أنّه إن لم يبلغ درجة الإيثار لم يؤدّها كما ينبغي ، فيجعل إيثاره احتياطا لأدائها .
2 . مقت الشحّ : فإنّه إذا مقته وأبغضه التزم الإيثار ؛ فإنّه يرى أنّه لا خلاص له من هذا المقت البغيض إلّا بالإيثار .
3 . الرغبة في مكارم الأخلاق : وبحسب رغبته فيها يكون إيثاره ؛ لأنّ الإيثار أفضل درجات مكارم الأخلاق . ۲
لا يبدو هذا القدر كافيا في تقصّي أسباب الإيثار وجذوره ، فمع أنّه من الصحيح أنّ اُمورا كتعظيم الحقوق ومقت الشحّ والرغبة في المكارم مؤثّرة في تبلور هذه الخصلة الكريمة وظهورها ونموّها ، إلّا أنّ المسار الأساسي للمسألة يبقى ماثلاً في كيفية تحقّق هذه الخصوصيات التي تعدّ مبادئ للإيثار وتجسّدها عمليّا في الإنسان ، فمن الإنسان الذي يبادر إلى الإيثار ويقدّم احتياجات الآخرين على نفسه بفعل دواعي الرغبة في مكارم الأخلاق والنفرة من الحرص والشحّ وبحافز تعظيم حقوق الآخرين؟

1.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص ۲۰۲ ح ۲۱۳۸ ، الأمالي للصدوق : ص ۶۴۲ ح ۸۷۲ كلاهما عن محمّد بن قيس ، الخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۵۱۴ ح ۲۶ ، روضة الواعظين : ص ۳۳۴ ، بحار الأنوار : ج ۹۹ ص ۳ ح ۳ وراجع : الكافي : ج ۳ ص ۷۱ ح ۷ .

2.نضرة النعيم : ج ۳ ص ۶۳۰ نقلاً عن مدارج السالكين لابن القيّم ، بتصرّف.

الصفحه من 62