الأجل (تفصیلی) - الصفحه 8

4 . حراسة الأجل للإنسان

ركّزت أحاديث الفصل الثالث على أنّ الأجل هو حصن حصين يحرس الإنسان ويحمل أعباء وقايته ، وأنّ هذا الحصن يكفي وحده لحماية الإنسان ويوفّر لروحه جُنّة واقية .
وفي هذا الصّدد هناك مسألتانِ جديرتانِ بالبحث .
الاُولى : أيّ الأجلَين هو الذي ينهض بحراسة الإنسان ووقايته؟
الثّانية : إذا آمنّا بأنّ الأجل ينهض بحراسة الإنسان ، وهو بمنزلة جُنّة حصينة له ، فما الحاجة إذا إلى الوقاية من الأمراض الخطيرة ، وما معنى الحذر من الأعداء والاحتراس من كيدهم ، على ما مضت عليه سيرة الإمام عليّ عليه السلام الذي لم يكن يسمح للآخرين باتخاذ إجراءات لحمايته ؟
بشأن المسألة الاُولى : يُلاحظ أنّ كلا الأجلين الموقوف والمحتوم بمقدورهما أن يكونا حارسا للإنسان وجُنّة له ، ففي الأجل المحتوم ما لم يبلغ الإنسان أقصى هذا الأجل وغايته ومنتهاه فستكون الفرصة متاحة أمامه لإدامة الحياة ، أمّا في حال الأجل المعلّق والموقوف فما لم يتحقّق المعلّق عليه ، فإنّ أجل الإنسان لن يبلغ مداه ونهايته .
وبالنسبة إلى المسألة الثانية : فلا ريب في أنّ مواجهة الأمراض ومكافحتها والحذر من الأعداء والاحتراس منهم ، إجراءات ضرورية للوقاية من الأجل المعلّق ، وبشأن ما جاء في سيرة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ورفضه للحراسة الشخصية وإجراءات الحفاظ عليه ؛ فلعلّ الباعث إلى ذلك علمه عليه السلام بأجله المحتوم ، ۱ وهذا ممّا لا يمكن تعميمه على بقية الناس الذين تلزمهم الوقاية والاحتراس .

1.راجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب والسنّة والتاريخ : ج ۴ ص ۲۷۰ (بحث حول تعريض الإمام عليه السلام نفسه للقتل) .

الصفحه من 24