الإخاء (تفصیلی) - الصفحه 31

تحليل حول سرّ الحبّ والبغض في اللّه

مرّت الإشارة سابقاً إلى أنّ الإسلام دين المحبّة والإخاء ، وقد جاء تشريع قانون الإخاء الديني والتركيز على حبّ المسلمين بعضهم لبعض وتبيين ما ينطوي عليه هذا المبدأ من معطيات مادّية وبركات معنويّة ؛ جاء ذلك كلّه من أجل بناء المجتمع المثالي الذي يعيش أبناؤه إحساساً غامراً بأنّهم أعضاء جسدٍ واحد ، كما تمّت الإشارة أيضاً إلى أنّ الطريق إلى بلوغ هذه الغاية النبيلة يكمن فقط بتربية اُناس تجمعهم آصرة الحبّ ؛ حُبّ بعضهم لبعض للّه وفي سبيل اللّه وليس لأيّ دافعٍ آخر .
بعبارة اُخرى ، إنّ الحبّ والإخاء بباعث الدافع الربّاني هما السبيل الوحيد لاجتثاث جذور الاختلافات ، وتجفيف مناشئ العداوة والبغضاء واستئصالها ، وإيجاد المجتمع المثالي الذي يرفل بالمحبّة والودّ ، وما ثمّة سبيل آخر قط أمام البشريّة غير هذا السبيل ؛ لكي تنعم بالحياة الرغيدة التي تصبو إليها .
على ضوء أحاديث هذا الفصل ، ينبغي الآن إثارة السؤالين التاليَين :
السؤال الأوّل : كيف يجتثّ الدافع الإلهي في الحبّ والإخاء جذور الضغائن والعداء ، ويجعل المجتمع الإنساني ينعم بالوحدة والانسجام؟
السؤال الثاني : إذا كان الإسلام ينشد مجتمعاً يقوم على أساس الحبّ ، فلماذا يحثّ المسلمين على البغض للّه بالقدر ذاته الذي يحثّ فيه على الحبّ في اللّه ؟

الصفحه من 98