الإخاء (تفصیلی) - الصفحه 32

ولماذا يعدّ البغض في اللّه واجباً على حدّ الحبّ في اللّه تماماً ۱ ، ويعتبر ذلك أفضل الأعمال وأوثق عرى الإيمان؟ ۲ ياترى ما الضرورة التي تدعو الإنسان أن يستبدل آصرة الحبّ ببغض الآخرين ، ثمّ أيّ داء من الأدواء الاجتماعية يمكن علاجه ببغض الآخرين ، وأيّ معضل يمكن تسكينه والسيطرة عليه عن هذا السبيل؟ بكلمة فصل ، ما فلسفة البغض في اللّه ؟

منشأ البغضاء

يتطلّب جواب السؤال البحث عن جذور العداء ومناشئه ، يمكن لدراسة عميقة ومستوعبة للموضوع ، أن تقودنا إلى نتيجة مفادها أنّ جذر جميع ضروب الضغينة والعداء والأصل الذي تنشأ منه كلّ أنواع الفتنة والفساد ، إنّما يكمن بالغرور والعلوّ والتكبّر ، فكلّ الحروب وعمليات سفك الدماء ، وجميع المفاسد والجرائم والشرور ، والرذائل الأخلاقية والعملية كافّة لها منشؤها في التكبّر والغرور ، وإذا ما تمّ معالجة هذا المنشأ من مناشئ الفتن ، تترك الضغينة موضعها إلى المحبّة وينعم المجتمع الإنساني بطعم المحبّة اللذيذ ، وينغمر بأجواء الاُخوّة وسؤددها .

العلاج الأساسي للبغضاء

بناءً على ما تقدّم ؛ فإنّ الدّواء النّاجع لمعالجة داء العداوة والبغضاء يكمن في اجتثاث الجذور الّتي تنشأ منهما متمثّلةً بالغرور والتكبّر ، ولا سبيل إلى علاج الغرور والتكبّر إلّا باللوذ باللّه وطلبه والارتباط به .
فما لم يرتبط الإنسان باللّه ويتعلّق به ، لا يتحرّر من علائق ذاته ، وما لم يتحرّر

1.راجع : ص ۳۵۷ (وجوب الحبّ في اللّه عز و جل) .

2.راجع : ص ۳۶۰ (أوثق عرى الإيمان) وص ۳۶۱ (أفضل الأعمال).

الصفحه من 98