الادب (تفصیلی) - الصفحه 10

الإمام عليّ عليه السلام :
إنَّ النّاسَ إلى صالِحِ الأَدَبِ أحوَجُ مِنهُم إلَى الفِضَّةِ وَالذَّهَبِ. ۱
لذلك شجّع أئمّة الإسلام بأساليب مختلفة أتباعَ هذا الدين على التأدّب ، وحذّروا من تركه ، حتى أنّ الإمام الصادق عليه السلام قال :
إن اُجِّلتَ في عُمُرِكَ يَومَينِ؛ فَاجعَل أحَدَهُما لِأَدَبِكَ لِتَستَعينَ بِهِ عَلى يَومِ مَوتِكَ. ۲
إنّ الأدب الذي ينفع الإنسانَ بعد موته هو الأدب مع اللّه سبحانه ؛ أي تَجسيد القيم الإلهيّة في حياة الإنسان ، وكلّما ازداد الإنسان في هذا الحقل تأدّبا ازداد من حكمة الخليقة قربا ، وازداد من بركات الدنيا والآخرة نيلاً ، كما في قوله تعالى :
«فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْاخِرَةِ» . ۳

4 . مصادر الأدب

من مجموع النصوص التي أشارت إلى مصادر الأدب ، نفهم أنّ للأدب مصدرين : أحدهما الوراثة ، والآخر التربية ، فقد ورد في الحديث النبويّ :
النّاسُ مَعادِنُ ، وَالعِرقُ دَسّاسٌ ، وأدَبُ السّوءِ كَعِرقِ السّوءِ. ۴
ثمّ إنّ الوراثة ترتبط بالاُسرة ، وفي رواية عن الإمام عليّ عليه السلام :
إذا كَرُمَ أصلُ الرَّجُلِ كَرُمَ مَغيبُهُ ومَحضَرُهُ. ۵
من هنا فإنّ من يريد أن يكون له أبناء متأدّبون ، عليه أن يختار الزوجة

1.راجع : ص ۴۵۷ ح ۸۱۸ .

2.راجع : ص ۴۶۰ ح ۸۳۵ .

3.النساء : ۱۳۴ .

4.راجع : ص ۴۶۵ ح ۸۵۸ .

5.راجع : ص ۴۶۶ ح ۸۶۲ .

الصفحه من 76