الادب (تفصیلی) - الصفحه 4

والأديب هو الفنّان الذي يقدّم عملاً جميلاً مستساغا ، ولذا قيل في تعريف علم الأدب : هو علم يُحترَز به عن الخَطل في الكلام لفظا وكتابةً ۱ ، بل الأدب يشمل مطلق العلوم والمعارف ۲ أيضا . إذ إنّ العلم يشكّل رصيدا قيّما لجمال العمل وعلوّ شأنه ، فلا يمكن لغير العالم أن يكون فنّانا حاذقا .

الأدب في القرآن والحديث

لم ترد كلمة الأدب في القرآن الكريم ، وإن كان مؤدّاها موضع اهتمام الكتاب العزيز في موارد عديدة ، غير أنّها وردت في الأحاديث الإسلاميّة في موارد كثيرة ، باعتبارها أصلاً ثقافيّا وأخلاقيّا واجتماعيّا هامّا . يقول الإمام عليّ عليه السلام :
لِكُلِّ أمرٍ أدَبٌ. ۳
ولعلّ أبرز ما يمكن تبيينه في أحاديث الأدب :

1 . معنى الأدب

وردت كلمة الأدب في الأحاديث الإسلاميّة بعدّة معانٍ :

أ ـ تجسيد القيم الفطريّة والعقليّة والاجتماعيّة

يقول الإمام عليّ عليه السلام مشيرا إلى هذا المعنى :
كَفاكَ أدَبا لِنَفسِكَ اجتِنابُ ما تَكرَهُهُ مِن غَيرِكَ. ۴
إنّ اجتناب ما يكرهه الإنسان من غيره يجسّد القيم الفطريّة والعقليّة والاجتماعيّة في القول والفعل ، فمن يلتزم برعاية هذه القيم لم يعد يحتاج إلى

1.. راجع : المنجد : ص ۵ .

2.. راجع : المصدر السابق .

3.. غرر الحكم : ج ۵ ص ۱۳ ح ۷۲۸۰ .

4.. راجع : ص ۴۴۷ ح ۷۷۷ .

الصفحه من 76