الادب (تفصیلی) - الصفحه 5

مؤدّبٍ ومربٍّ ، وقد سئل عيسى عليه السلام عمّن أدّبه فقال :
ما أدَّبَني أحَدٌ ، رَأَيتُ قُبحَ الجَهلِ فَجانَبتُهُ. ۱
وعدم رعاية الأدب في القول والعمل يعود إلى الجهل ، فالعقل يدعو الإنسان إلى رعاية القيم التي تصون الهويّة الإنسانيّة ، من هنا يقول الإمام عليّ عليه السلام :
حَسبُ المَرءِ ... مِن أدَبِهِ ألّا يَترُكَ ما لا بُدَّ لَهُ مِنهُ. ۲
فالمؤمنون الملتزمون يجب أن تكون أقوالهم وأفعالهم مؤطّرة بالأدب ، فقد وصف رسول اللّه صلى الله عليه و آله المؤمن بقوله :
حَرَكاتُهُ أدَبٌ. ۳

ب ـ تجسيد القيم الدّينيّة

إنّ القيم الدينيّة عبارة عمّا أراد اللّه تعالى من الإنسان أن يفعله على نحو الوجوب أو الاستحباب ، وإلى هذا المعنى تشير بعض نصوص الحديث مثل : «أنَا أديبُ اللّهِ وعَلِيٌّ أديبي ۴ » و«إنَّ اللّهَ أدَّبَ نَبِيَّهُ عَلى مَحَبَّتِهِ ۵ » و«إنَّ المُؤمِنَ يَأخُذُ بِأدَبِ اللّهِ ۶ » . فالقيم الإلهيّة تتجسّد فيما يصدر عن قادة الإسلام وأتباعهم من قول وفعل .
وهاهنا لابدّ من التأكيد على مسألتين :
الاُولى : إنّ القيم العقليّة والشرعيّة تلتقي بالتحليل الدقيق في نقطة واحدة . روي

1.. راجع : ص ۴۴۸ ح ۷۸۲ .

2.. راجع : ص ۴۴۹ ح ۷۹۰ .

3.. راجع : ص ۴۴۹ ح ۷۸۷ .

4.. راجع : ص ۴۵۰ ح ۷۹۱ .

5.. راجع : ص ۴۵۰ ح ۷۹۲ .

6.. راجع : ص ۴۵۰ ح ۷۹۴ .

الصفحه من 76