الأذان (تفصیلی) - الصفحه 40

فقال له أحد أصحابه ـ ولعلّه عمر ـ و قد استعظم ذلك : ولا القتال في سبيل اللّه ؟! قال صلى الله عليه و آله :
لَولا ذِكرُ اللّهِ لَم يُؤمَر بِالقِتالِ . ۱
إنّ هذا الحديث يشير بوضوح إلى أنّ «خير العمل» ـ أعني الصلاة ـ قد تكون مثارا للاستعظام والاستغراب لدى بعض الصحابة ؛ ذلك لأنّ الصلاة هي المصداق الأكمل لذكر اللّه تعالى ، حيث قال سبحانه :
« وَ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِى » . ۲
وقد أكّد الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله في جوابه على الإشكال المتقدّم ذكره في الحديث ، أنّ ذكر اللّه أثمن من الجهاد ؛ لأنّ فلسفة الجهاد هي ذكر اللّه والارتباط به ، وهذا الارتباط هو الّذي ينجي من أنواع المفاسد الفرديّة والاجتماعيّة ، لقوله تعالى :
« إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَ الْمُنكَرِ وَ لَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ » . ۳
وهو الّذي ترافقه سعادة الدارين ، قال تعالى :
« مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْاخِرَةِ » . ۴

الثالث : الشّهادة الثّالثة في الأذان والإقامة

المراد من الشهادة الثالثة ، الشهادة بولاية أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام بعد الشهادة للنبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله بالرسالة في الأذان والإقامة ، وقد تقدّم في الفصل الثاني ذِكرُ فصول الأذان في حديث أهل البيت عليهم السلام ، ولم يرد فيها ذِكرٌ للشهادة الثالثة .
ومن هنا فإنّ شيخ المحدّثين الصدوق قدس سره (ت 381 ه) بعد الإشارة إلى رواية

1.. كنز العمّال : ج ۲ ص ۲۴۳ ح ۳۹۳۱ نقلاً عن ابن صصري في أماليه عن معاذ .

2.. طه : ۱۴ .

3.. العنكبوت : ۴۵ .

4.. النساء : ۱۳۴ .

الصفحه من 80