الأسرة (تفصیلی) - الصفحه 62

يجدر ذكره أنّ بعض الروايات تفيد بأنّ قيمة الفضّة كانت تزيد على الذهب في عهد النبيّ صلى الله عليه و آله ، فكان كلّ سبعة أو ثمانية دراهم (من الفضّة) يتمّ معاوضتها بدينارٍ من الذهب ، وعلى هذا الأساس فإنّ خمسمئة درهم تعادل سبعين ديناراً ، أي سبعين مثقالاً شرعياً من الذهب ، وتعادل حوالي سبعة ملايين تومان (في الوقت الحاضر) .
وأمّا الأُسلوب الآخر في حساب مستوى القدرة الشرائية لمهر السنّة ، فهو الدقّة في جزئيات رواية زواج الإمام علي عليه السلام وفاطمة عليهاالسلام ، وما تمّ شراؤه بالمبلغ موضوع البحث (مهر السنّة) . فالروايات العديدة تفيد بأنّ الإمام عليّاً عليه السلام هيّأ من خلال بيع درعه (أو بيع درعه وبرده اليماني) ، حوالي أربعمئة وثمانين درهماً ، أو أكثر أو أقلّ بقليل ۱ ، وقد سلّم ذلك المبلغ إلى النبيّ صلى الله عليه و آله ، وقد أعدّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، بذلك المبلغ وسائل في غاية البساطة لحياة مشتركة والحدّ الأدنى من المستلزمات . ولحسن الحظّ فإنّ قائمة بعض هذه الوسائل وأثمانها ما تزال موجودة ۲ ، وهي تدلّ على بساطة هذا الأثاث وانخفاض قيمته . وعلى هذا الأساس أيضاً يجب القول : إنّ مهر السنّة لا يمثّل مبلغاً كبيراً جدّاً ، فهو لا يؤمّن سوى الأثاث الضروري البسيط والبدائي لبيتٍ صغير .

هدية الزواج

كان الهدف الرئيس من قلّة مهر السنّة وتأكيد أئمّة الدين على التساهل في تعيين

1.ذكرت بعض الروايات مبالغ أقل وهو ما يتعارض مع الروايات الكثيرة الأُخرى ، وقد يكون حدث تصحيف فيها . وقد اعتبر العلّامة المجلسي بعد ذكر الأقوال ، مبلغ خمسمئة درهم هو القول الصحيح (بحار الأنوار: ج ۴۳ ص ۱۱۲) .

2.راجع : الأمالي للطوسي: ص ۴۱ ، أمر النبيّ صلى الله عليه و آله بأن يشتري بذلك المبلغ الملابس وأثاث البيت ، وكان من جملة ذلك فستان ، خمار ، فوطة ، ملحف ، بساط من الحصير ، وما إلى ذلك .

الصفحه من 255