التاریخ (تفصیلی) - الصفحه 23

وقفة عند مبدأ التّاريخ وأساس التّقويم الميلادي والهجري

إنّ تقويم الزمان من أركان الحياة البشريَّة ، وحاجة الحياة الاجتماعيّة إلى التّاريخ من الأهميّة ، بحيث إنّ القرآن الكريم جعل ضمان هذه الحاجة عن طريق الشمس والقمر مِن آيات معرفة اللّه ، وأدلَّة حكمة الخالق ۱ .
ولهذه الأهمّية يمكن الحدس بأنّ المجتمعات الإنسانيّة كان لها منذ فجر التّاريخ محاولات لاحتساب أزمنتها وتواريخها ، ومن الطبيعي أن تكون الحوادث والوقائع التّاريخيّة الهامَّة ، أفضل مبدأ للتّاريخ وأبقاه في المجتمعات البشريّة ، والنصوص التّاريخيّة تؤيِّد ما ذهبنا إليه .
لقد ورد في تاريخ دمشق :
لمّا هبط آدم من الجنّة وانتشر ولده ، أرّخ بنوه من هبوط آدم ، فكان ذلك التّاريخ ، حتّى بعث اللّه تعالى نوحا فأرّخوا حتّى ۲ مبعث نوح ، حتّى كان الغرق فهلك من هلك ممّن كان على وجه الأرض ... فكان التّاريخ من الطوفان إلى نار إبراهيم . فلمّا كثر ولد إسماعيل افترقوا ، فأرَّخ بنو إسحاق من نار إبراهيم إلى مبعث يوسف ، ومن مبعث يوسف إلى مبعث موسى ، ومن مبعث موسى إلى ملك سليمان ، ومن ملك سليمان إلى مبعث عيسى بن مريم ، ومن مبعث عيسى بن مريم إلى مبعث رسول

1.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة (معرفة اللّه ) : ج ۳ ص ۲۳۱ (خلق الشمس والقمر) .

2.كذا في المصدر ، والصحيح : «من» .

الصفحه من 80