التاریخ (تفصیلی) - الصفحه 24

اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وعلى جميع أنبيائه ورسله .
وأرَّخ بنو إسماعيل من نار إبراهيم إلى بناء البيت ، حتّى بناه إبراهيم وإسماعيل . ثمّ أرَّخ بنو إسماعيل من بنيان البيت حتّى تفرّقت مَعَدُّ ، فكان كلّما خرج قوم من تهامة أرَّخوا مخرجهم ، ومن بقي من تهامة من بني إسماعيل يؤرِّخون خروج مَعَدٍّ ونَهْدٍ وجُهينَةَ ـ من بني زيد ـ من تهامة ، حتّى مات كعب بن لؤي إلى الفيل ، فكان التّاريخ من الفيل حتّى أرَّخ عمربن الخطّاب من الهجرة، وذلك سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة. ۱
والمسعودي يقول :
لم يزل مَن وَصَفنا من قبائل العرب يؤرِّخون بالاُمور المشهورة : من موت رؤسائهم ، ووقائع وحروب كانت بينهم ، إلى أن جاء اللّه بالإسلام فأجمع المسلمون على التّاريخ من الهجرة . ۲
وهكذا بتطوّر الثقافة والعلم ، انساقت مسيرة كتابة التّاريخ نحو التوحّد والتعميم ، فأضحى التّاريخ الميلاديّ عالميّا ، وغدا التّاريخ الهجريّ في العالم الإسلاميّ رسميّا ، ولا بأس ـ بهذه المناسبة ـ أن نشير باختصار ، إلى اُسس التقاويم : الميلاديّوالهجريّ القمريّ والهجريّ الشمسيّ .

مبدأ التقويم الميلادي

إنّ أساس التقويم الذي يعتمده عالَمنا اليوم قائم على ولادة السيّد المسيح عليه السلام ، علما أنّ عيسى عليه السلام ـ كما نعلم ـ قد ولد في مدينة بيت لحم ، في زمن امبراطوريّة «أوغست» ملك الرُّوم المعروف .
ولابدَّ من الإشارة إلى أنّ العمل بهذا التقويم لم يتمّ إلّا بعد مرور قرون عديدة

1.تاريخ دمشق : ج ۱ ص ۳۴ ، تاريخ الطبري : ج ۱ ص ۱۹۳ وليس فيه ذيله من «وأرّخ بنو إسماعيل ...» .

2.التنبيه والإشراف : ص ۱۷۸ .

الصفحه من 80