التاریخ (تفصیلی) - الصفحه 7

الزمان ـ قد ورد في أربع آيات ۱ ، غير أنَّ المصادر الروائيّة والتّاريخيّة تكرّر فيها لفظ التّاريخ ومشتقّاته فيما يرتبط بمبدأ التّاريخ الهجريّ ۲ .
إنّ المُلاحظ في القرآن والحديث ، الاهتمام البالغ بالمفهوم الاصطلاحيّ للتّاريخ ؛ أي الاهتمام بالوقائع التّاريخيّة وفلسفة التّاريخ ، بل يمكن القول : إنّ مفهوم التّاريخ ـ بعد مفهوم التوحيد ـ من أكثر المفاهيم التي اهتمّ بها القرآن الكريم .
وثمَّة ألفاظ محوريّة في القرآن الكريم ضمن إطار عرض التّاريخ وتفسيره مثل : «القصص» ، و«الأنباء» ، و«سنَّة اللّه » ، و«أيَّام اللّه » ، وما يرتبط بها مثل : «العِبْرَة» ، و«القُرى» ، و«البركات» ، و«الجوع» و«الدِّماء» ، و«المستكبرين» ، و«المكذِّبين» ، و«الملأ» ، و«المُترَفين» ، و«المُسرِفين» ، و«المُستَضعفين» .
وفي هذا القسم نذكر أبرز الموضوعات التي ترتبط بالتاريخ في القرآن والحديث ، ونلحقها بتحقيقين حول مبدأ التّاريخ الهجري والميلادي ، وبشأن مستقبل التّاريخ .
ونشير هنا باختصار إلى حصيلة ما جاء في هذه الفصول :

1 . دور التّاريخ في حياة الإنسان

إنّ التّاريخ ـ بمعنى معرفة الزمان ـ له دور ـ إلى حدٍّ ما ـ في تنظيم حياة الإنسان ، والقرآن الكريم يذكر هذا الدور في سياق ما يذكره من الأدلّة على توحيد الباري وآياته :
«وَ جَعَلْنَا الَّيْلَ وَ النَّهَارَ ءَايَتَيْنِ فَمَحَوْنَا ءَايَةَ الَّيْلِ وَ جَعَلْنَا ءَايَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَ الْحِسَابَ»۳

1.راجع : ص ۱۱۹ .

2.راجع : ص ۱۳۰ (مبدأ التقويم الهجريّ القمريّ) .

3.الإسراء : ۱۲ .

الصفحه من 80