الأرض (تفصیلی) - الصفحه 6

إنّ النقطة المهمّة والمثيرة للانتباه ، هي كيفيّة إجراء الأمر الإلهي في ثبات الأجرام السماويّة والأرض في الفضاء ضمن مداراتها الخاصّة ، الأمر الذي يشير إليه القرآن الكريم في قوله تعالى :
«اللَّهُ الَّذِى رَفَعَ السَّمَـوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا» . ۱
وقوله تعالى :
«خَلَقَ السَّمَـوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا» . ۲
هاتان الآيتان توضّحان (الأمر) و (الإمساك) الإلهيّين الواردين في الآيتين الآنفتين ، وتبيّنان أنّ المنع من سقوط السماوات والأرض إنّما هو بأمر اللّه تعالى ، وبواسطة عَمَدٍ غير مرئيّة ، والَّتي يقال لها في العلم المعاصر قوّة الجاذبيّة .
وفي هذا الاتّجاه نرى أنّ أحد أصحاب الإمام الرضا عليه السلام وهو الحسين بن خالد ، حينما سأله عن قوله تعالى : «وَ السَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ»۳ فقال الإمام عليه السلام : هِيَ مَحبوكَةٌ إلَى الأَرضِ ـ وشَبَّكَ بَينَ أصابِعِهِ ـ . ثُمَّ يَقولُ الحُسَينُ بنُ خالِدٍ : كَيفَ مَحبوكَةٌ إلَى الأَرضِ ، وَاللّهُ يَقولُ : «رَفَعَ السَّمَـوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا» ؟ فَقالَ الإِمامُ عليه السلام : سُبحانَ اللّهِ ! ألَيسَ اللّهُ يَقولُ : «بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا» ؟ ! فَقالَ الحُسَينُ : بَلى . فَقالَ الإِمامُ عليه السلام : ثَمَّ عَمَدٌ ولكِن لا تَرَونَها . ۴

تقويم الروايات الَّتي تعتبر الأرض مستقرّة على قرن ثور أو على عاتق حوت

إلى جانب الروايات الَّتي أشرنا إليها آنفا ، يجد الباحث روايات معارضة اُخرى في

1.الرعد : ۲ .

2.لقمان : ۱۰ .

3.الذاريات : ۷ .

4.راجع : ص ۲۳۰ ح ۱۵۸۲.

الصفحه من 66