الأسوة (تفصیلی) - الصفحه 5

الإنساني ، يزيل التصوّر الذهني التجريدي حول تعاليم الإسلام الأخلاقيّة والسياسيّة والاجتماعيّة ، ويدفع طلّاب الكمال إلى السير على طريقهم ، ولذلك اهتمّ الإسلام بتقديم الاُسوة الصالحة وحثّ على فهم السيرة العلميّة والعمليّة للعظماء .
إنّ النصوص الإسلاميّة قدّمت الأنبياء ، وخاصّة سيّدنا إبراهيم عليه السلام وأتباعه ، وخاتم الأنبياء صلى الله عليه و آله ، وأهل بيته الكرام وخاصّة أمير المؤمنين عليّا عليه السلام ، والملائكة ، والعلماء ، وأهل الإيمان ، وأهل الخير ؛ باعتبارهم الاُسوة الحسنة للناس ۱ . وهذا محور تربويّ هامّ يجب أن يأخذه المهتمّون بأمر تربية المجتمع بنظر الاعتبار .

3 . اُسلوب الدعوة إلى التأسّي بالصالحين

نذكر في هذا المجال بعض الأساليب :
أ ـ التأكيد على التأسِّي برسول اللّه صلى الله عليه و آله باعتباره إمام الصالحين . يقول اللّه سبحانه :
«لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الْاخِرَ وَ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا» .۲
ويقول الإمام عليّ عليه السلام :
ولَقَد كانَ في رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله كافٍ لَكَ فِي الاُسوَةِ . ۳
ب ـ التأسّي بمطلق الصالحين ، كما ورد في كلام أمير المؤمنين عليه السلام :
اِتَّقُوا اللّهَ تَقِيَّةَ مَن سَمِعَ فَخَشَعَ ، وَاقتَرَفَ ۴ فَاعتَرَفَ ، ووَجِلَ ۵ فَعَمِلَ ، وحاذَرَ فَبادَرَ ،

1.راجع : ص ۱۷ (الاُسى الحسَنة) .

2.الأحزاب : ۲۱ .

3.راجع : ص ۳۹ ح ۲۳۴۷ ، وأيضا ص ۱۹ (الاُسى الحسنة / رسول اللّه صلى الله عليه و آله ) .

4.قَرَفَ الذنبَ واقترَفَه : إذا عمله (النهاية : ج ۴ ص ۴۵ «قرف») .

5.الوَجَل : الخوف (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۴۰ «وجل») .

الصفحه من 46