اللّه عز و جل (تفصیلی) - الصفحه 4

من «أله الفصيل» إذا ولع باُمّه ؛ إذ العباد يولعون بالتضرّع إليه في الشدائد ، أو من «وله» إذا تحيّر وتخبّط عقله ، وكان أصله «ولاه» فقلبت الواو همزة ؛ لاستثقال الكسرة عليها ، أو من «لاه» مصدر لاه يليه ليها ولاها : إذا احتجب وارتفع ؛ لأنّه تعالى محجوب عن إدراك الأبصار ، ومرتفع على كلّ شيء وعمّا لا يليق به .
وقيل : إنّه غير مشتّق ، وهو علم للذّات المخصوصة ، وضع لها ابتداء . وقيل : أصله «لاها» بالسريانيّة ، فعُرّب بحذف الألف الأخيرة وإدخال اللّام عليه . ۱
وعلى فرض الاشتقاق فإنّ المعاني المتحصِّلة من لفظ الجلالة بما يناسب مبادئ الاشتقاق فيه مايلي : «المعبود»، «الذات الّتي تحار معرفتها العقول»، «من إليه تسكن الأرواح وتطمئن القلوب»، «من إليه مفزع العباد في الشدائد»، «الحقيقة المحجوبة عن إدراك الأبصار».
وأمّا على تقدير العَلَمية ، فلفظ الجلالة اسم للذات المستجمعة لصفات الجمال والجلال.

«اللّه عز و جل» في القرآن والحديث

يتصدّر اسم الجلالة قائمة الأسماء الواردة للخالق سبحانه في القرآن والحديث، كما أنّه أكثرها استعمالاً وتداولاً ۲ ، فقد تكرّر ذكره في القرآن الكريم في (2816) موضعا.
يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في شرف اسم الجلالة :

1.بحار الأنوار : ج ۳ ص ۲۲۶.

2.من أسمائه وصفاته الواردة في القرآن الكريم والّتي تأتي بعد اسم الجلالة : «الرحيم» في ۲۲۷ موضعا ، و «الرحمن» في ۱۵۷ موضعا ، و «العليم» في ۱۶۰ موضعا. ولم ترد كثير من أسمائه وصفاته إلّا مرّة واحدة في القرآن ، مثل «الأوّل» و«الآخر» و«الصمد». للمزيد في هذه الصفات والأسماء راجع : موسوعة العقائد الإسلامية : ج ۳ ـ ۵ ، (القسم الثالث والرابع) .

الصفحه من 247