اللّه عز و جل (تفصیلی) - الصفحه 5

اللّهُ أعظَمُ اسمٍ مِن أسماءِ اللّهِ عز و جل ، وهُوَ الاسمُ الَّذي لا يَنبَغي أن يُسمّى بِهِ غَيرُ اللّهِ ، ولَم يَتَسَمَّ بِهِ مَخلوقٌ . ۱
بعد التّأمّل في الأحاديث المفسِّرة للفظ «إله» ولفظ «اللّه » ، يتّضح لنا اشتقاق لفظ الجلالة في الأصل. وأمّا ما أوردته كتب اللغة من معانٍ مختلفة لمبدأ الاشتقاق ، فإنّ هذه المعاني فضلاً عن عدم تعارضها في نفسها ، يدلّ كلّ واحد منها على جهة من جهات المعنى المدلول للفظ الجلالة بكلّ ما لهذا المعنى من جامعيّة واستيعاب. ولذا قد نلاحظ ورود هذه المعاني في سياق واحد كما روي عن الإمام عليّ عليه السلام ، قال :
اللّهُ مَعناهُ المَعبودُ الَّذي يألَهُ فيهِ الخَلقُ ويُؤلَهُ إلَيهِ ، وَاللّهُ هُوَ المَستورُ عَن دَركِ الأبصارِ ، المَحجوبُ عَن الأوهامِ وَالخَطَراتِ . ۲
ولكن انفصم لفظ الجلالة بعد ذلك تدريجيا عن معناه الاشتقاقي ، واستُعمل علَما في ذات واجب الوجود المستجمعة للصفات الكمالية كافّة.
وفي ضوء ما تكتسبه بحوث المعرفة الإلهيّة في القرآن والحديث من أهميّة بالغة ، فإنّه يمكن إيجاز هذه البحوث في ثلاثة مباحث :

1 . معرِفة اللّه عز و جل ودورها في الحياة

تُعنى بحوث هذا المبحث بالآيات والروايات الّتي ترتبط بأصل وجود اللّه سبحانه ، ومعرفة حقيقة الحقائق جلّ شأنه. وهذه البحوث عبارة عن : أهميّة المعرفة الإلهيّة ودورها في تكامل الإنسان ، آثار الإيمان باللّه تعالى في الحياة الفرديّة والاجتماعيّة ، عوامل الهداية الخارجيّة والداخليّة في الإنسان نحو الخالق ، طرق معرفة اللّه ، الدلائل الواضحة على وجود اللّه ، سرّ نيل المراتب العالية في معرفة اللّه ؛

1.راجع : ص ۳۱۸ ح ۳۱۳۰ .

2.راجع : ص ۵۱۸ ح ۳۴۹۹ .

الصفحه من 247