اللّه عز و جل (تفصیلی) - الصفحه 65

والاُخرويّة ، وأحكام الربوبيّة والعبوديّة كلّها تلخّصت في هذا الحديث ۱ .
إنّ تقويم ما قيل في شرح هذا الحديث يتطلّب مجالاً أوسع ، لكن يبدو أنّ الالتفات إلى ثلاث نقاط ضروريّ لأجل بيان معناه بدقّة ، وهي :
1 . إن الحديث المذكور ناظر إلى بعض الآيات الكريمة ، فلابدّ من التأمّل في تلك الآيات .
2 . ملاحظة سائر الروايات الّتي تُعدّ بمنزلة الشرح لهذا الحديث.
3 . ملاحظة ما فهمه أصحاب الأئمّة من مفهوم معرفة النفس.
والتأمل في المعاني المذكورة للحديث يدلّ على أنّ النقاط الّتي اُشير إليها إمّا لم تنل نصيبها من الاهتمام ، أو قَلّ الاهتمام بها .

رابعا : أَوضح معاني الحديث

إنّ التمعّن والتدقيق في الآيات الّتي تدعو الإنسان إلى معرفة اللّه من خلال معرفة النفس ، ومجموع الأحاديث الّتي تبيّنها وتفسّرها ، وكذلك الرجوع إلى فهم المتكلّمين من أصحاب أهل البيت ، كلّ ذلك يُفضي إلى أنّ أوضح معاني الحديث هو الدعوة إلى معرفة النفس ، والتدبّر في الحِكَم الّتي مضت في خلق الإنسان ، وتُعبّر عن العلم والقدرة المطلقة لخالقه ، وهذه الحِكَم الّتي بيّنتها النصوص القرآنيّة والأحاديث هي عبارة عن كيفيّة خلق الإنسان من تراب ، وكيفيّة نشأته من نطفة ، وتصوير الجنين في الرحم ، ونفخ الروح في الجنين ، واختلاف الألسن والألوان ، وتأمين الأطعمة المطلوبة... إلخ ؛ وقد فُصّلت في الباب الثاني ، وهي من أيسر السبل إلى معرفة اللّه ۲
، وقد أوجز الإمام الصادق عليه السلام ـ في تبيين هذا الطريق ـ آيات

1.ميراث حديث شيعه (بالفارسية) : الدفتر الأوّل۲ ص ۱۵۷ .

2.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة (معرفة اللّه ) : ج ۳ ص ۱۲۹ (دور معرفة الخلق في معرفة الخالق / خلق الإنسان) .

الصفحه من 247