اهل البیت (تفصیلی) - الصفحه 163

وهكذا فإنّ الموالين الحقيقيّين والمتمسّكين بأهل البيت في عصر الغيبة لهم ثواب ألف شهيد كشهداء بدر واُحد ۱ . ۲

ثامنا : دراسة رواية اُخرى لحديث الثّقلين

في مقابل النصّ المتواتر لحديث الثّقلين الّذي أوصى فيه رسول اللّه صلى الله عليه و آله الاُمّة بالتمسّك بالقرآن والعترة ، جاء في بعض المصادر الحديثية لفظ «السنّة» بدلاً من «العترة» ، كما نقل ذلك مالك في الموطأ برواية مرسلة عن النبيّ صلى الله عليه و آله :
تَرَكتُ فيكُم أمرَينِ لَن تَضِلُّوا ما مَسَكتُم بِهِما ؛ كِتابَ اللّهِ وسُنَّةَ نَبِيِّهِ . ۳
وذكر الحاكم في مستدركه هذه الرواية كالتالي :
يا أيُّهَا النَّاسُ ، إنِّي قَد تَرَكتُ فيكُم ما إن اعتَصَمتُم بِهِ فَلَن تَضِلُّوا أبَدا ؛ كِتابَ اللّهِ وسُنَّةَ نَبِيِّهِ . ۴
نظرا إلى عدم التجانس بين هذين النصّين وبين الرواية المشهورة لحديث الثّقلين ، فإنّ من الضروري تقويم سنديهما .

تقويم سند الرواية

أ ـ يعتبر موطأ مالك أهم مصدر للنصّ «كِتابَ اللّهِ وسُنَّةَ نَبِيِّهِ» حيث نقل هذه الرواية

1.شبهة : على هذا الفرض يمكن القول بأنّ المراد من التمسّك ، اتّباع السنّة ونهج أهل البيت ، وعلى هذا فإنّنا سوف لا نكون محتاجين إلى حضور أهل البيت في المجتمع . جوابها : هذا الكلام يعني : التمسّك بالسنّة لا التمسّك بالعترة . في حين أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله أوصى صراحةً بالتمسّك بالعترة وذكّر به . إن التمسّك بالسنّة في عصر الغيبة واتّباع نواب الأئمّة عليهم السلام إنّما هو من جهة أنّ الارتباط بالإمام الغائب عليه السلام واتّباعه دون واسطة متعذّر في هذا العصر . وعلى هذا فليس هناك من سبيل سوى الأخذ بهذه الطريقة .

2.راجع : كمال الدين : ص ۳۲۳ ح ۷ وإعلام الورى : ج ۲ ص ۲۳۲ وكشف الغمّة : ج ۳ ص ۳۱۲ .

3.الموطأ : ج ۲ ص ۸۹۹ ح ۳ .

4.المستدرك على الصحيحين: ج۱ ص۱۷۱ ح۳۱۸ . وراجع : السنن الكبرى : ج۱۰ ص۱۹۴ ح۲۰۳۶.

الصفحه من 540