الآفة (تفصیلی) - الصفحه 5

والموت هو آفة جميع الأمنيات والآمال ، ولا سبيل للخلاص منه ، ولا يمكن لأيِّ أحدٍ اتّقاؤه :
آفَةُ الآمالِ حُضورُ الآجالِ . ۱
وبعبارةٍ اُخرى ، فإنّ قسما من آفات الحياة ، هو قَدَر لا يمكن تغييره في الحياة ، وفي هذه الحالات لا يمكن للإنسان فعل شيء للحيلولة دونها ، كما روي عن الإمام علي عليه السلام :
يَغلِبُ المِقدارُ عَلَى التَّقديرِ ، حَتّى تَكونَ الآفَةُ فِي التَّدبيرِ . ۲
وجاء في روايةٍ اُخرى عنه عليه السلام :
تَذِلُّ الاُمورُ لِلمَقاديرِ ، حَتّى يَكونَ الحَتفُ فِي التَّدبيرِ . ۳
وممّا يجدر ذكره أنّ هذا النوع من الآفات على الرغم من أنّها غير قابلة للوقاية ، إلا أنّ معرفتها ضرورية كي يأخذها بنظر الاعتبار في التخطيط للحياة ، بل يمكن توظيفها باعتبارها فرصة لتحقيق الكمالات النفسية .

2 . الآفات القابلة للوقاية

الملاحظة المهمّة في هذا المجال أنّ القسم الأكبر من الآفات التي تهدّد الحياة المادّية والمعنوية للإنسان ، يمكن التنبّؤ به والتوقّي عنه ، بل إنّ الحيلولة دون الكثير من الآفات التي لا يمكن التنبّؤ بها ممكن أيضا ، بل يمكن القول إن الآفات غير القابلة للوقاية قليلة قياسا إلى ما هو قابل للوقاية .
فبالإمكان التوقّي عن الكثير من الأمراض الجسمية والنفسية المسببّة للموت

1.غرر الحكم : ج ۳ ص ۱۱۰ ح ۳۹۵۹ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۱۸۱ ح ۳۷۱۲ .

2.نهج البلاغة : الحكمة ۴۵۹ ، تحف العقول : ص ۲۲۳ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۱۲۶ ح ۷۷ .

3.نهج البلاغة : الحكمة ۱۶ .

الصفحه من 40