البحر (تفصیلی) - الصفحه 5

خالقه ككلّ ظواهر الوجود ، ويتّبع سننه التكوينية ۱ ، ويسبّحه ويهلِّله ۲ ببركة اسمه المقدّس وفي النطاق الذي حدّده له في نظام الخلق ، وقد سُخّر للإنسان بموارده المختلفة التي لا نهاية لها . ۳
ولذلك فإنّ القرآن والأحاديث الإسلامية يشجّعان المجتمع البشري على النظر في البحر ، والتعرّف على عجائبه ودوره في حياة الإنسان ، ودلالته على الخالق الحكيم للعالم ، حتّى اعتبر النظر في البحر عبادة في الحديث المرويّ عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
النَّظَرُ في ثَلاثَةِ أشياءَ عِبادَةٌ : النَّظَرُ في وَجهِ الوالِدَينِ ، وفِي المُصحَفِ ، وفِي البَحرِ . ۴
وأمّا ما تؤكِّد عليه النصوص الإسلامية في هذا المجال فهو إجمالاً :

أولاً : دور البحر في تأمين المواد الغذائية

البحر من وجهة نظر القرآن الكريم هو آية التدبير في نظام الخلق ، والدليل على معرفة اللّه ؛ نظراً إلى أنّ البحر يؤمّن قسماً مهمّا من طعام الإنسان :
«وَ هُوَ الَّذِى سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا» . ۵
والسمك لا يلعب دوراً رئيساً في تأمين طعام الإنسان وحسب ، بل هو يؤمّن

1.راجع : ص ۹۱ (طاعة البحر) .

2.راجع : ص ۹۲ (تسبيح البحر وتهليله) .

3.راجع : ص ۸۳ (البحر في خدمة الإنسان) .

4.صحيفة الإمام الرضا عليه السلام : ص ۲۷۵ ح ۱۸ عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۳۶۸ ح ۱۰ نقلاً عن خطّ الشهيد ؛ الفردوس : ج ۴ ص ۲۹۷ ح ۶۸۷۳ ، كنز العمّال : ج ۱۶ ص ۴۷۸ ح ۴۵۵۳۶ نقلاً عن أبي نعيم وكلاهما عن عائشة .

5.النحل : ۱۴ .

الصفحه من 40