البدعة (تفصیلی) - الصفحه 4

«بديع» ۱ ، بمعنى المُبدع فيما يتعلّق باللّه تعالى ، ومرّة على شكل «بِدع» ۲ في شأن النبيّ صلى الله عليه و آله ، ومرّة على شكل «ابتداع» ۳ فيما يتعلّق بالنصارى .
وجدير ذكره أنّ المراد في المواضع الثلاثة الاُولى هو المعنى اللغوي للبدعة ، ولكن هناك رأيين فيما يتعلّق بالموضع الرابع ؛ أي الآية 27 من سورة الحديد : الأوّل أنّه استُعمل في البدعة الاصطلاحية والمحرّمة ۴ ، والآخر أنّه استعمل في المعنى اللغوي للبدعة . ۵
ولكن هناك آيات مختلفة تؤكّد أنّ أحكام الدين وقواعده توقيفيّة ، ويجب أن تحدّد من جانب اللّه تعالى ولا يحقّ لأحد تغييرها ، أو أن ينقصها أو يزيدها ، وأنّ أيّ نوع من الابتداع في الاُصول أو الفروع ممنوع . ۶

البدعة في الحديث

يمكن تقسيم الأحاديث فيما يتعلّق ببيان البدعة وتفسيرها إلى ست مجموعات :
المجموعة الأولى : هي الأحاديث التي تشير إلى الاصطلاح الشرعي لكلمة البدعة ، في أيّ نوع من الإبداع في الدين ، ووضوح مفهومه لدى المتشرّعين .
ولم يتمّ تفسير البدعة في هذه المجموعة من الروايات التي تضمّ معظم أحاديث البدعة ، بل نهت عنها وحرمتها بشدّة في معرض بيان مناشئها ، أضرارها ،

1.«بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ» (البقرة : ۱۱۷ والأنعام : ۱۰۱) .

2.«قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ» (الأحقاف : ۹) .

3.«وَ رَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا» (الحديد : ۲۷) .

4.راجع : تفسير ابن كثير : ج ۸ ص ۵۴ وراجع أيضا : البدعة ، مفهومها ، حدّها ، آثارها : ص ۱۳ و ۳۳ .

5.راجع : الميزان في تفسير القرآن : ج ۱۹ ص ۱۷۳ .

6.نظير الآيات التالية : النساء: ۵۹، الحشر: ۷، الأعراف : ۱۵۶ ، آل عمران: ۳۲، الأحزاب: ۳۶، يونس: ۵۹ ، النحل : ۱۱۶ ، المائدة : ۴۴ ـ ۴۷ وراجع : ص ۲۱۹ (الفصل الثالث : تحذير اللّه عز و جلمن البدعة) .

الصفحه من 94