البرهان (تفصیلی) - الصفحه 8

د ـ البيّنة

البرهان دليل واضح وبيّن لإثبات الادّعاء والتمييز بين الحقّ والباطل ، ولذلك فقد اُطلق عليه مصطلح «البيّنة» ۱ ، مثل :
«أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ» . ۲
«لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَىَّ عَن بَيِّنَةٍ» . ۳

2 . قيمة البرهان وأهميته

البرهان من وجهة نظر الكتاب وسنّة أهل البيت عليهم السلام ، قاعدة الإسلام وأساسه في العقيدة والأخلاق والعمل ، وأئمة الدين يدعون الناس على أساس البرهان إلى التوحيد والنبوة والمعاد والإمامة ، وكذلك إلى القيم الأخلاقية والعملية . وباختصار فإنّ الإسلام يرى أنّ البرهان هو ميزان ومعيار التمييز بين الحقّ والباطل ، والإسلام نفسه يعتمد على البرهان وكما يطالب المعارضين بالبرهان . ۴

3 . وَقفةٌ عند ما يسمّى بالبرهان

إذا تأمّلنا فيما سُمّي برهاناً في الكتاب والسنّة ـ مثل : القرآن نفسه ، الأنبياء ، معجزات الأنبياء وأهل البيت عليهم السلام وما إلى ذلك ـ إلى جانب الآيات والروايات التي تعتبر الفطرة والعقل معيار التمييز بين الحقّ والباطل ، فإنّنا سنخلص إلى أنّ العقل السليم والفطرة النقيّة هما من وجهة نظر الإسلام قاعدة البرهان وأساسه ، وقد سمّيت معجزات الأنبياء بالبرهان لأنّ العقل يدرك بوضوح دلالتها على صدق المدّعي ، وسمّي الأنبياء والقرآن والإسلام وأهل البيت بالبرهان لأنّهم يقدّمون برامج للحياة تتطابق مع المقاييس العقلية والفطرية ، كما أنّ تسمية اُمور اُخرى بالبرهان تدلّ على انسجامها مع الفطرة والعقل .
وعلى هذا الأساس ، فلا وجود في الإسلام لشيء يتناقض مع العقل والفطرة ، وإذا ما نُسب شيء إلى اللّه والأنبياء وأهل البيت عليهم السلام يخالف العقل والفطرة ، فإنّه غير صحيح بالتأكيد . ۵

1.البينة : الدلالة الواضحة عقلية كانت أو محسوسة (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۱۵۷ «بان») .

2.هود : ۱۷ .

3.الأنفال : ۴۲ .

4.راجع : البقرة : ۵۶ ، الأنبياء : ۲۴ ، النمل : ۶۴ ، القصص : ۷۵ .

5.على أنّ هذا لا يعني أن بإمكان العقل أن يحيط بكلّ الحقائق الدينية ؛ كأن يدرك كنه اللّه ، أو يكتشف حقيقة الروح والملائكة ، وهذه الاُمور تفوق العقل ، وليست ضدّه .

الصفحه من 60