البسملة (تفصیلی) - الصفحه 4

2. الفرق بين الاسم والصفة

للصفة معنيان فهي أحيانا بمعنى مصدر «الوصف» وأحيانا بمعنى اسم المصدر ، أي العلامة التي تبيّن إحدى صفات الموصوف .
واستنادا إلى المعنى الثاني ، فإنّ الاسم والصفة كليهما بمعنى علامة المسمّى والموصوف ، والفرق الوحيد بينهما أنّ الاسم يشمل كلّ علامة ، وأمّا الصفة فهي العلامة الخاصّة ، والنسبة بينهما بحسب الاصطلاح هي العموم والخصوص المطلق ، أي إن كلّ صفة هي اسم أيضا في حين أنّ كلّ اسم ليس صفة ، وعلى سبيل المثال فإنّ زيدا اسم وليس صفة ، ولكن العالم يجمع بين كونه اسما وصفة .

3. اتّحاد الاسم والصفة فيما يتعلّق باللّه عز و جل

للاسم والصفة في الأحاديث الإسلامية معنى واحد فيما يتعلّق باللّه ـ تعالى ـ ، وعلى سبيل المثال فإنّ «السميع» و«البصير» اعتبرا صفة في بعض الأحاديث ۱ ، فيما طرحا في أحاديث اُخرى باعتبارهما اسمين ۲ ، وتصرّح بعض الأحاديث بأنّه لافرق بين أسماء اللّه وصفاته ، كما نقل عن الإمام الباقر عليه السلام :
إنَّ الأَسماءَ صِفاتٌ وَصَفَ بِها نَفسَهُ . ۳
كما روي عن الإمام الرضا عليه السلام في جوابه على سؤال محمّد بن سنان : ما الاسم؟ أنّه قال:
صِفَةٌ لِمَوصوفٍ ۴ . ۵
على هذا الأساس ، فإنّ جميع الأسماء الإلهيّة هي صفاته من وجهة نظر الأحاديث الإسلامية ، وجميع الصفات الإلهية هي أسماؤه .
وبعبارة اُخرى: يبدو أنّه ليس للّه ـ تعالى ـ اسم جامد وغير مشتق يكون علامة فقط ، ولا توجد صفة من الصفات الإلهية قد أخذت بنظر الاعتبار في جميع أسمائه ، حتى أنّ الاسم «اللّه » له مادة اشتقاق . ۶

1.التوحيد : ص ۱۴۶ ح ۱۴ .

2.التوحيد : ص ۱۸۷ .

3.راجع : ص ۲۳۵ ح ۹۲۷۶ .

4.قال العلّامة المجلسي قدس سره : قوله عليه السلام : «صفة لموصوف»، أي سمة وعلامة تدلّ على ذات فهو غير الذات، أو المعنى أنّ أسماء اللّه تعالى تدلّ على صفات تصدق عليه، أو المراد بالاسم هنا ما أشرنا إليه سابقا؛ أي المفهوم الكلّي الذي هو موضوع اللفظ (مرآة العقول : ج ۲ ص ۳۱) .

5.راجع : ص ۲۳۵ ح ۹۲۷۵.

6.راجع : ص ۲۳۶ ح ۹۲۷۷.

الصفحه من 72