البسملة (تفصیلی) - الصفحه 5

4. معنى الأسماء والصفات الإلهيّة

الملاحظة البالغة الدّقة التي اُشير إليها في أحاديث أهل البيت عليهم السلام في بيان معنى الأسماء والصفات الإلهيّة هي أنّها لا هوية منفصلة لها عن الذات الإلهيّة المقدّسة ، كما روي عن الإمام الرضا عليه السلام :
أسماؤُهُ تَعبيرٌ ، وأفعالُهُ تَفهيمٌ ، وذاتُهُ حَقيقَةٌ . ۱
كما نقل عنه عليه السلام :
الاِسمُ غَيرُ المُسَمّى ، فَمَن عَبَدَ الاِسمَ دونَ المَعنى فَقَد كَفَرَ ولَم يَعبُد شَيئا ، ومَن عَبَدَ الاِسمَ وَالمَعنى فَقَد كَفَر وعَبَدَ اثنَينِ ، ومَن عَبَدَ المَعنى دونَ الاِسمِ فَذاكَ التَّوحيدُ . ۲
على هذا ، فإنّ استعمال الأسماء الإلهيّة يجب أن لا يكون بشكل يفقد المفهوم والمعنى من جهة كي يؤدّي إلى تعطيل معرفة اللّه تعالى ، كما يجب ـ من جهة أخرى ـ ألّا نتصوّر لها مفهوما منفصلاً عن ذات البارئ تعالى حتى تنتهي إلى التشبيه والشرك ، بل إنّ الأسماء والصفات الإلهيّة ليست سوى التعبير عن الذات المتمتّعة بجميع الكمالات والفاقدة لجميع النقائص .

1.راجع : ص ۲۳۷ ح ۹۲۸۰.

2.راجع : ص ۲۳۶ ح ۹۲۷۷ .

الصفحه من 72