البصیرة (تفصیلی) - الصفحه 9

4 . مناشئ البصيرة

استناداً إلى ما قدّمناه في بيان معنى البصيرة ، فإنّ منشأ البصيرة ، مشابه لمنشأ العلم والمعرفة والحكمة ، كما أنّ عواملها وموانعها مشابهة أيضاً لأسباب وآفات الصفات المذكورة ، ولذلك فإنّ من الضروري ملاحظة قسم كبير من الآيات والروايات المتعلّقة بعلم الدلالة ۱ من أجل إكمال المواضيع المتعلّقة بالبصيرة .
وأمّا ما يطرح في هذا الباب تحت عنوان مناشئ البصيرة ، فإنّ بالإمكان تقسيمه إلى المنشأ الداخلي والمنشأ الخارجي ؛ والمنشأ الداخلي للبصيرة هو القوّة الباطنية القادرة على التمييز بين الحقّ والباطل والخير والشرّ . كما أنّ المنشأ الخارجي للبصيرة على نوعين : النوع الأوّل هو الإرشادات والبرامج التي تمتدّ جذورها في القرآن وتعاليم الأنبياء وتؤدّي إلى ازدهار فطرة البصيرة ونموّها ، ويتمثّل النوع الثاني في الإمدادات الغيبية الإلهية التي تؤدّي إلى تعزيز قوّة البصيرة على إثر تطبيق تعاليم الأنبياء في الحياة . وعلى هذا الأساس فقد لخّصنا مناشئ البصيرة في الفصل الثاني تحت عناوين الفطرة ، كتاب اللّه ، الإسلام والتوفيق .

1.راجع : موسوعة العقائد الإسلامية (المعرفة) : ج ۱ و ج ۲ .

الصفحه من 68