البلاغة والفصاحة (تفصیلی) - الصفحه 26

فَاعرِفوهُ . ۱

۱۰۵۵۴.المعجم الكبير عن واثلة بن الأسقع :كُنتُ في أصحابِ الصُّفَّةِ ۲ ، فَلَقَد رَأَيتُنا وما مِنّا إنسانٌ عَلَيهِ ثَوبٌ تامٌّ ، وأَخَذَ العَرَقُ في جُلودِنا طَرَفا مِنَ الغُبارِ وَالوَسَخِ ، إذ خَرَجَ عَلَينا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : لِيُبشِر فُقَراءُ المُهاجِرينَ .
إذ أقبَلَ رَجُلٌ عَلَيهِ شارَةٌ حَسَنَةٌ ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله لا يَتَكَلَّمُ بِكَلامٍ إلّا كَلَّفَتهُ نَفسُهُ يَأتي بِكَلامٍ يَعلو كَلامَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَلَمَّا انصَرَفَ قالَ :
إنَّ اللّهَ لا يُحِبُّ هذا وضَربَهُ ۳ ؛ يَلوونَ ألسِنَتَهُم لِلنّاسِ لَيَّ البَقَرَةِ لِسانَها بِالمَرعى ، كَذلِكَ يَلوِي اللّهُ ألسِنَتَهُم ووُجوهَهُم فِي النّارِ . ۴

4 / 2

تَشقيقُ الكَلامِ

۱۰۵۵۵.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَعَنَ اللّهُ الَّذينَ يُشَقِّقونَ الكَلامَ تَشقيقَ الشَّعرِ ۵ . ۶

1.عدّة الداعي : ص ۳۱ ، إرشاد القلوب : ص ۱۵۳ ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۴۳ ح ۳۴ .

2.أصحاب الصُّفَّة : هم فقراء المهاجرين ، ومن لم يكن له منهم منزلٌ يسكنه ، فكانوا يأوون إلى موضع مظلَّلٍ في مسجد المدينة يسكنونه (النهاية : ج ۳ ص ۳۷ «صفف») .

3.في المصدر : « صَونَه » . وفي مسند الشاميين : « صَوتَه » . والصواب ما أثبتناه كما في تاريخ دمشق . والضرب : الصنف من الأشياء . يقال : هذا من ضرب ذلك أي من نحوه وصنفه ( لسان العرب : ج ۱ ص ۵۴۹ « ضرب » ) .

4.المعجم الكبير : ج ۲۲ ص ۷۰ ح ۱۷۰ ، مسند الشاميين : ج ۲ ص ۲۱۰ ح ۱۲۰۴ ، تاريخ دمشق : ج ۶۲ ص ۳۵۹ ح ۱۲۸۶۷ كلاهما نحوه .

5.قال الشريف الرضي ـ رضوان اللّه تعالى عليه ـ : وهذا القول مجاز ، والمراد : الذين يتصرّفون في الكلام فيدقّقون فيه ويتعمّقون في معانيه .وشبّه عليه الصلاة والسلام فعلهم ذلك بتشقيق الشعر ؛ لأنّ طاقات الشعر مستدقّة في نفوسها ، وإذا تعاطى الإنسان تشقيقها ، انتهت من الدقة إلى غاية لا زيادة وراءها . وهذا اللعن في الخبر إنّما يتناول من بلغ في تدقيق الكلام إلى ذلك الحدّ ليشتبه الباطل بالحق ويجوز الغيّ بالرشد ( المجازات النبويّة : ص۳۷۴ ح۳۳۸ ) .

6.المجازات النبوية : ص ۳۷۴ ح ۳۳۸ ؛ مسند ابن حنبل : ج ۶ ص ۲۶ ح ۱۶۹۰۰ ، المعجم الكبير : ف ج ۱۹ ص ۳۶۱ ح ۸۴۸ كلاهما عن معاوية وفيهما : « لعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله . . . » ، كنز العمّال : ج ۳ ص ۵۶۲ ح ۷۹۱۶ .

الصفحه من 40