البلاغة والفصاحة (تفصیلی) - الصفحه 4

ويقول أيضاً في بيان معنى الفصاحة :
الفَصاحَةُ : البَيانُ . . . تَقولُ : رَجُلٌ فَصيحٌ ، وكَلامٌ فَصيحٌ أي بَليغٌ . ۱

البلاغة والفصاحة اصطلاحاً

كما لاحظنا في بيان المعنى اللغوي لكلمتي «الفصاحة» و«البلاغة» ، فإنّ كلّ واحدة منهما استخدمت في موضع الاُخرى ، ولذلك فإنّ هاتين الكلمتين لهما مفهوم متقارب من الناحية اللغوية ، ولكنّ البلاغة تعني من الناحية الاصطلاحية : البلاغة في الكلام ومطابقته لمقتضى الحال ، مع فصاحته ، وأمّا الفصاحة فهي سلاسة الكلام ووضوحه وخلوّه من ضعف التركيب و تنافر الكلمات والتعقيد .
وللفصاحة ثلاثة فروع في علم البلاغة : الفصاحة في المفرد ، والفصاحة في الكلام والفصاحة في المتكلّم ، وأمّا البلاغة فهي إمّا في الكلام أو في المتكلّم ، وليس للبلاغة استعمال في المفرد ، أي ليس من الصحيح أن نقول : كلمة بليغة ، إلا إذا استخدمت «الكلمة» بمعنى الكلام .

البلاغة والفصاحة في الكتاب والسنة

لمشتقّات مادّة «بلغ» استخدامات كثيرة في القرآن الكريم ، مثل بلاغ ، بالغ و ... ، ولا نجد فيه استخدام البلاغة بالمفهوم الذي نحن بصدد دراسته في هذا الباب ، نعم ذكر موضوع الفصاحة مرة واحدة خلال نقل قصّة إرسال موسى عليه السلام لدعوة فرعون وملئه إلى التوحيد ؛ فنراه يطلب من اللّه تعالى أن يؤازره أخوه هارون الذي هو أكثر فصاحة منه ، في أمر الرسالة :
«وَ أَخِى هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّى لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِىَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِى إِنِّى أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ » . ۲

1.لسان العرب : ج ۲ ص ۵۴۴ «فصح» .

2.القصص : ۳۴ .

الصفحه من 40