البلاغة والفصاحة (تفصیلی) - الصفحه 5

وقد تمّ تعريف البلاغة في روايات أهل البيت عليهم السلام بأشكال مختلفة ، مثل :
البَلاغَةُ ما سَهُلَ عَلَى المَنطِقِ ، وخَفَّ عَلَى الفِطنَةِ . ۱
وكذلك :
البَلاغَةُ أن تُجيبَ فَلا تُبطِئَ ، وتُصيبَ فَلا تُخطِئَ . ۲
كما ورد في رواية أن الإمام علياً عليه السلام قال في بيان خصائص أفصح الناس :
المُجيبُ المُسكِتُ عِندَ بَديهَةِ السُّؤالِ . ۳
ومن خلال التأمّل في الروايات التي جاءت في تعريف البلاغة ، ووصف الشخص البليغ والفصيح ، وبيان خصوصيّات الكلام البليغ والفصيح ، يتّضح أنّ التعريف الجامع للبلاغة والفصاحة من وجهة نظر الروايات هو نفس ما ذكرناه في الدراسة اللغوية لهاتين الكلمتين ، وأنّ ما جاء في هذه الروايات ، هو في الحقيقة بيان أبعاد الفصاحة والبلاغة وآثارهما ومراتبهما . وسنلقي فيما يلي نظرة إجمالية إلى روايات هذا الباب وتقييمها :

نظرة عامة إلى أحاديث الفصاحة والبلاغة

من خلال إلقاء نظرة عامّة على أحاديث الفصاحة والبلاغة ، يمكن تقسيم هذه الروايات إلى قسمين :

1 . الإشادة بالفصاحة والبلاغة

المجموعة الاُولى : الأحاديث التي تَعتبر الفصاحة والبلاغة زينة الإنسان وكمال المؤمن ، وتعتبرهما من خصوصيات كلام اللّه وأوليائه ؛ مثل ما روي عن

1.راجع : ص ۲۷۹ ( تفسير البلاغة ) .

2.راجع : ص ۲۸۰ ( صفة البليغ والفصيح ) .

الصفحه من 40