البلاغة والفصاحة (تفصیلی) - الصفحه 7

كما روي عن الإمام الصادق عليه السلام قوله :
إنَّ الحَياءَ وَالعَفافَ وَالعِيَّ ـ عِيَّ اللِّسانِ لا عِيَّ القَلبِ ـ مِنَ الإِيمانِ ، وَالفُحشَ وَالبَذاءَ وَالسَّلاطَةَ ۱ مِنَ النِّفاقِ . ۲

تقييم أحاديث الفصاحة والبلاغة

بغضّ النظر عن إسناد هاتين المجموعتين من الأحاديث ، إلّا أنّ بإمكاننا القول في الاستنتاج منها وتقييمها إنّها لا تتعارض مع بعضها البعض ، علماً أنّ الفصاحة والبلاغة هما في الحقيقة عبارة عن فنّ التحدّث بشكل جيد ، وهذا الفنّ من شأنه ـ كأيّ فنٍّ آخر ـ أن يكون من القِيَم أو أن يتنافى مع القِيَم . فإذا ما وُظّف هذا الفنّ في خدمة الإنسان والقِيَم الأخلاقية والإنسانية ، فإنه سيكون كمالاً وقَيّماً للغاية ، وإذا ما وُظّف في اتّجاهٍ معاكسٍ للقيم الأخلاقية والإنسانية ، فإنّه يكون نقصاً ومذموماً للغاية .
وعلى هذا الأساس ، فإنّ المراد من الروايات التي تعتبر الفصاحة والبلاغة من القِيَم ، المواضع التي يوظَّف فيها هذا الفنّ باتّجاه الأهداف الإنسانية والإلهية الصحيحة ، وأما الروايات التي تذمّهما فإنّها تعني المواضع التي يوظَّف فيها هذا الفنّ باتّجاه الأهداف غير المشروعة والمناهِضة للقيم ؛ مثل ما نُقل في كتاب سعد السعود

1.السلاطة : حِدَّةُ اللسان ( مجمع البحرين : ج ۲ ص ۸۶۵ « سلط » ) .

2.الزهد للحسين بن سعيد : ص ۷۰ ح ۲۱ ، الكافي : ج ۲ ص ۱۰۶ ح ۲ وليس فيه ذيله من « والفحش » وص ۳۲۵ ح ۱۰ وليس فيه صدره إلى « من الإيمان » وكلّها عن الحسن الصيقل ، بحار الأنوار : ج ۷۱ ص ۲۸۹ ح ۵۶ .

الصفحه من 40