التبلیغ (تفصیلی) - الصفحه 130

5 / 3

الخُطبَةُ ۱

الكتاب

«وَ شَدَدْنَا مُلْكَهُ وَءَاتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ» . ۲

الحديث

۱۰۹۰۱.الإمام الرضا عليه السلامـ في بَيانِ الحِكمَةِ مِن خُطبَةِ يَومِ الجُمُعَةِ ـ :لِأَنَّ الجُمُعَةَ مَشهَدٌ عامٌّ ، فَأَرادَ أن يَكونَ لِلإِمامِ سَبَبٌ لِمَوعِظَتِهِم ، وتَرغيبِهِم فِي الطّاعَةِ ، وتَرهيبِهِم عَنِ المَعصِيَةِ ، وتَوقيفِهِم عَلى ما أرادَ مِن مَصلَحَةِ دينِهِم ودُنياهُم ، ويُخبِرَهُم بِما وَرَدَ

1.يوجد ثمّة اختلاف بين الموعظة والخطبة ؛ فالخطبة لها طابع فنّي ، مضافا إلى أنّ غايتها إثارة المشاعر وإلهاب العواطف بنحو أو آخر . في حين أنّ الغاية من الموعظة هى تسكين الشهوات والأهواء النفسانية ، وأكثر ما يكون مدارها حول المنع والردع . وإذا اعتبرنا هدف الخطبة هو مطلق الإقناع ، يكون الوعظ والموعظة عندئذٍ قسما من الخطبة . وعلى كلّ حال ، فإنّ الموعظة تطلق على الكلام الذي يلقيه الواعظ على مسامع مخاطبيه بهدف الزجر والردع ، أو بهدف تسكين الشهوة والغضب فيهم عند الاقتضاء . يقول الراغب الأصفهاني : «الوعظ زجرٌ مقترن بتخويف» ؛ أي التخويف من مغبّة العمل . ثمّ نَقَل عن اللغوي المعروف الخليل بن أحمد قوله : «هو التذكير بالخير في ما يرِقّ له القلب» . وكلّ كلامٍ فيه زجرٌ للناس عن اتّباع الهوى والشهوة وأكل الربا والمراءاة وفيه تذكيرٌ بالموت والقيامة وعواقب الأعمال في الدنيا والآخرة ، يقال له : وعظ . أمّا الخطبة فلها أقسام : فهي إمّا حماسيّة غايتها التحريض على القتال ، أو سياسيّة ، أو قضائيّة ، أو دينيّة ، أو أخلاقيّة . وقد يكون الهدف منها تارةً إثارة روح البسالة والإقدام ، وتُلقى عادةً في ميادين القتال وسوح الوغى . واُخرى قد يُهدَف منها تعريف الناس بحقوقهم السياسيّة والاجتماعيّة . وثالثةً قد يُقصَد منها استدرار الشفقة والرأفة ، كتلك التي يلقيها أحيانا المحامون في المرافعات القضائيّة لاستدرار شفقة القضاة على المتّهمين ؛ إمّا تخفيفا من شدّة العقوبات الصادرة في حقّهم ، أو تقليلاً من أهميّة الجرم وإثارة عواطف الرحمة . ورابعةً قد تكون الغاية منها ـ في مواطن اُخرى ـ إثارة المشاعر الدينيّة والأخلاقيّة والفطريّة للشعب (ده گفتار «بالفارسيّة» : ۲۳۷ و۲۳۸) .

2.ص : ۲۰ .

الصفحه من 154