التبلیغ (تفصیلی) - الصفحه 5

مهمّته ، بالإضافة إلى تعريفه بوسائل التبليغ والأساليب المؤثّرة في نجاح المبلّغ . وفي مايلي نقدّم نبذة موجزة عن النصوص الإسلاميّة الواردة بشأن عوامل نجاح المبلّغ :

دافع المبلّغ

لا شكّ أنّ الدافع الذي يسعى إليه المبلّغ هو الذي يضمن ـ قبل أيّ شيء آخر ـ نجاحَ المبلّغ والخطّة التبليغيّة . وكلّما كان الدافع أقوى ، كان الأمل بالنجاح أكبر . والتأمّل في النصوص الواردة بشأن مكانة التبليغ والمبلّغ في الإسلام يساعد على تقوية دافع كلٍّ من المبلّغ والمكلّف بوضع الخطّة التبليغيّة .
وتتحدّث هذه النصوص عن التبليغ كواجب إلهي ورسالة دينيّة ، وتؤكّد على معطياته وبركاته على المبلّغ من جهة ، وعلى عموم المجتمع من جهة اُخرى ، وتصف التبليغ بأنّه قاعدة لإحياء الناس معنويّاً ، وأنّه نصرة للّه . ۱
كما اعتبرت المبلّغ مندوبا عن اللّه ، ومبعوثا عن الرسول ، وممثّلاً لكتاب اللّه ، وحجّةً للّه على خلقه . ۲
وأنّه ترجمان الحقّ ، وسفير الخالق ، وداعي الناس إلى اللّه . ۳
وأنّه مجاهد يهبّ لنصرة اللّه بسلاح القول والقلم ؛ أي إنّه ينهض بمهمّة الذود عن القيم الإنسانيّة ومكافحة الرذائل ، ويدعو الاُمّة إلى السير نحو الغاية العليا للإنسانيّة . ۴
وهكذا يتّضح لنا أنّ المبلّغ أفضل من آلاف العبّاد ؛ وذلك لأنّ العابد همّه نجاة

1.راجع : ص ۳۱۶ ( إحياء الناس ) و ص ۳۱۸ ( نصرة اللّه عز و جل ) .

2.راجع : ص ۳۲۱ ( فضل المبلّغ ) .

3.راجع : ص ۳۲۲ ح ۱۰۶۲۵ و ۱۰۶۲۶ .

4.راجع : ص ۴۲۹ ( الفصل الخامس : وسائل التبليغ ) .

الصفحه من 154