التبلیغ (تفصیلی) - الصفحه 7

انسجاماً مع الموازين العقليّة والفطريّة ، وكلّما كان يتمتع بثروة أكبر من الناحية الثقافيّة والفكريّة ، فإنّ مدى نجاحه وتأثيره في النفوس سيكون أكبر .
وما جاء في الفصل الثالث تحت عنوان «رسالة المبلّغ» فهو ـ إلى جانب تعريف المبلّغ بأهمّ واجباته التبليغيّة والاتّجاهات الصحيحة في إبلاغ رسالته ـ يعكس ثراء الثقافة الإسلاميّة ، وانسجامها مع المعايير الفطريّة والعقليّة .

صفات المبلّغ

الركن الثالث من أركان نجاح المبلّغ هو صفاته وخصائصه الذاتيّة ؛ فالمبلّغ يستطيع أن يتبوّأ مكانته الحقيقيّة كامتداد لطريق الأنبياء والذود عن القيم الدينيّة فيما لو توفّرت فيه الشروط العلميّة والأخلاقيّة والعمليّة التي يرى الإسلام ضرورة توفّرها في الدعاة إلى طريق اللّه والقيم الإنسانيّة والإسلاميّة . وسيأتي تفصيل هذه الصفات في الفصل الرابع من هذا العنوان .
وإذا لم يتوفّر في المبلّغ الحدّ الأدنى من هذه الصفات ، فإنّ جهوده التبليغيّة سوف لا تعطي أيّة ثمرة ، بل تنعكس عليه وعلى المجتمع بأضرار ومخاطر جمّة .

وسائل التبليغ

إلى جانب الدافع القوي ، والرسالة الثقافيّة الثرّة ، والصفات الذاتيّة ، التي يجب أن تتوفّر في المبلّغ ، فهو يحتاج إلى الوسيلة من أجل النجاح في هذه المهمّة . والكلام أهمّ وسائل التبليغ ، وهو ـ بمفهومه العام ـ الوسيلة التبليغيّة الوحيدة على امتداد التاريخ ، وبواسطته ينقل المبلّغ رسالته إلى مخاطبيه على شكل موعظة ، أو خطبة ، أو مناظرة ، أو نثر ، أو نظم .
والمثير في هذا المجال هو أنّ الأحاديث الشريفة عدّت الكتابة من مصاديق الكلام ، معتبرةً الخطّ لسان اليد . وعلى هذا الأساس ، فإنّ وسائل الإعلام الحديثة ،

الصفحه من 154