التبلیغ (تفصیلی) - الصفحه 78

وكلّ مايقرّب الإنسان إلى اللّه ويسوقه نحو التكامل المادّي والمعنوي ، يسمّى في قاموس الأنبياء : عبادة . ۱

أهمّ رسالة يحملها المبلّغ

إنّ ما يحظى بأهمّية تفوق أيّ شيء آخر في مجال تأثير الإعلام في بناء الإنسان هو الوجهة والهدف الذي يرمي إليه العمل الإعلامي والتبليغي . وهذا ما يوجب على المبلّغ أن يستهدف في عمله النقطة التي لها الحظّ الأوفر من الآثار والبركات لأجل تزكية الإنسان ، وتقريبه من الكمال المطلق ، وذلك الهدف هو محبّة اللّه . ۲
محبّة اللّه هي العنصر الجوهري في بناء الذات وبناء الغير . ومحبّة اللّه تعالج ـ بعبارةٍ واحدة ـ جميعَ القبائح الأخلاقيّة والعمليّة ، وتجود عليه بجميع الفضائل جملةً واحدة . ۳
وعلى هذا ، فإنّ أهمّ رسالة تقع على عاتق المبلّغ هي أن يصنع من الإنسان إنساناً عاشقاً ، وليس إنساناً يحترف التقديس . ولأجل بلوغ هذه الغاية لابدّ أن تكون كلّ الموضوعات التي يتناولها في عمله التبليغي مطعّمة بعنصر المحبّة . ولكي يتيح المبلّغ للمخاطب نيل كيمياء المحبّة ، يجب عليه أن يوجِّه جميع ما لديه من الأسباب والوسائل الإعلاميّة باتّجاه هذه الغرض ؛ أي يجب أن تكون كلّ خطاباته ، وكتاباته الإعلاميّة ، ومواعظه ، وإرشاداته ، وخطبه ، وأعماله التعليميّة والتربويّة ، وأمره بالمعروف ، ونهيه عن المنكر ، ومكافحته للبدع ، والإنذار ، والتبشير ، موجّهةً

1.راجع : ص ۳۶۰ (الدعوة إلى عبادة اللّه عز و جل) .

2.راجع : ص ۳۶۱ (الدعوة إلى محبّة اللّه عز و جل) .

3.راجع : المحبّة في الكتاب والسنّة ، وكيمياء المحبّة (للمؤلّف) .

الصفحه من 154