تتمة التبلیغ (تفصیلی) - الصفحه 33

فقال له شعيب :
لا وَاللّهِ يا شابُّ ، ولكِنَّها عادَتي وعادَةُ آبائي ؛ نُقرِي الضَّيفَ ونُطعِمُ الطَّعامَ .
فجلس موسى يأكل . ۱

ج ـ سبل تأمين الحاجات الاقتصاديّة للمبلّغ

إذا كان أخذ الأجر على التبليغ مذموما في الإسلام على كلّ الأحوال ، فلابدّ أن يتبادر إلى الذهن السؤال التالي : عن أيّ طريق يمكن تأمين الحاجات المعاشيّة للمبلّغ ؟

1 . الكسب إلى جانب التبليغ

قبل حوالي نصف قرن مضى ، كان هناك جماعة من أدعياء الثقافة والوعي تتصوّر أنّ التبليغ ليس عملاً أساسا ، ويجب على المبلّغ أن يمارس عملاً آخر إلى جانب تبليغ الدين وإشاعة القيم الدينيّة ودعوة الناس إلى الصلاح . فكانوا يقولون : إنّ علماء الدين إذا كانوا يمارسون إلى جانب التبليغ عملاً آخر لكسب الرزق بحيث يستغنون عن الحاجة إلى الناس ، يمكنهم تقديم الإسلام إلى الناس على حقيقته دون الوقوع تحت تأثير من يوفّرون لهم حاجاتهم الاقتصاديّة .
إنّ حاجة علماء الدين المباشرة للناس وإن كان لها نتائج ضارّة سبقت الإشارة إليها ، إلّا أنّ اُسلوب الحلّ المقترح أعلاه غير صحيح أيضا ، وهو إنّما يُطرح ـ حسب تعبير الإمام الخميني قدس سره ـ من قبل المناهضين للإسلام ولعلماء الدين . وإنّما التبليغ عمل كأيّ عمل آخر . وفي الوقت الحاضر لا يمكن أن يتخصّص أحد في فروع العلوم الإسلاميّة ويمارس إلى جانبه عملاً آخر لكسب الرزق .

1.راجع: هذه الموسوعة : عنوان (اخلاص) باب ( إخلاص موسى ) ، بحارالأنوار : ج ۱۳ ص ۲۱ .

الصفحه من 82