تتمة التبلیغ (تفصیلی) - الصفحه 35

السبل لتأمين الحاجات الاقتصاديّة ؛ إلّا أنّ العقل والنقل ، والرواية والدراية ، تؤيّد هذا الادّعاء .
وقبل تقديم أيّ توضيح في هذا المعنى لابدّ من الإشارة ـ في ما يخصّ نفقات علماء الدين ـ إلى أنّ قسما من هذا الواجب يقع على عاتق مدراء المراكز الدينيّة والإعلاميّة ، ويقع قسم منه أيضا على عاتق المتصدّين لإرشاد الناس وهدايتهم . أمّا واجب مدراء المراكز الدينيّة ـ كما سبقت الإشارة إليه في السبيل الثالث ـ فهي تنظيم النفقات التي جعلها الإسلام لهذا الأمر ، أمّا ما نحن بصدد بيانه في السبيل الرابع فيخصّ واجب المبلّغ نفسه ، وهذا الواجب لا يتعارض مع واجب مدراء المراكز الدينيّة ، بل يعتبر مكمّلاً له .

ضمان الرزق من اللّه عز و جل

صرّحت روايات عديدة أنّ الباري تعالى ، علاوةً على ما تكفّل به من رزق كلّ إنسان وكلّ دابّة ۱ ، فإنّه قد أولى عناية خاصّة بضمان رزق أصحاب العلم ومن نذروا حياتهم لإرشاد الناس وهدايتهم .
وقد ورد عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال في هذا المجال :
إنَّ اللّهَ تَعالى قَد تَكَفَّلَ لِطالِبِ العِلمِ بِرزقِهِ خاصَّةً عَمّا ضَمِنَهُ لِغَيرِهِ . ۲
مَن تَفَقَّهَ في دينِ اللّهِ كَفاهُ اللّهُ هَمَّهُ ورَزَقَهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ . ۳

1.«وَ مَا مِن دَآبَّةٍ فِى الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا» (هود : ۶) .

2.منية المريد : ص ۱۶۰ ، الأنوار النعمانيّة : ج ۳ ص ۳۴۱ .

3.جامع بيان العلم : ج ۱ ص ۴۵ عن عبداللّه بن الحرث بن جزء ، تاريخ بغداد : ج ۳ ص ۳۲ الرقم ۹۵۶ نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۰ ص ۱۶۵ ح ۲۸۸۵۵ ، وراجع : العلم والحكمة في الكتاب والسنّة : فضل التعلم / تكفل الرزق .

الصفحه من 82