تتمة التبلیغ (تفصیلی) - الصفحه 38

أينَ تُريدُ يا عَبدَ اللّهِ ؟ فَقالَ : اُريدُ الكوفَةَ .
فَلَمّا عَدَلَ الطَّريقُ بِالذِّمِّيِ عَدَلَ مَعَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَقالَ لَهُ الذِّمِّيُ : ألَستَ زَعَمتَ أنَّكَ تُريدُ الكوفَةَ ؟ ! فَقالَ لَهُ : بَلى .
فَقالَ لَهُ الذِّمِّيُ : فَقَد تَرَكتَ الطَّريقَ ! فَقالَ لَهُ : قَد عَلِمتُ .
قالَ : فَلِمَ عَدَلتَ مَعي وقَد عَلِمتَ ذلِكَ ؟ ! فَقالَ لَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : هذا مِن تَمامِ حُسنِ الصُّحبَةِ ؛ أن يُشَيِّعَ الرَّجُلُ صاحِبَهُ هُنَيئَةً إذا فارَقَهُ ، وكَذلِكَ أمَرَنا نَبِيُّنا صلى الله عليه و آله .
فَقالَ لَهُ الذِّمِّيُ : هكَذا قالَ ؟ ! قالَ :نَعَم .
قالَ الذِّمِّيُ : لا جَرَمَ ، إنَّما تَبِعَهُ مَن تَبِعَهُ لِأَفعالِهِ الكَريمَةِ ، فَأَنَا اُشهِدُكَ أنّي عَلى دينِكَ . ورَجَعَ الذِّمِّيُ مَعَ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَلَمّا عَرَفَهُ أسلَمَ . ۱

8 / 3

أثَرُ الإِحسانِ إلَى الشّاتِمِ

۱۱۰۷۸.المناقب لابن شهرآشوب عن المبرّد وابن عائشة :إنَّ شامِيّا رَآهُ [أيِ الإِمامَ الحَسَنَ عليه السلام ]راكِبا ، فَجَعَلَ يَلعَنُهُ وَالحَسَنُ لا يَرُدُّ . فَلَمّا فَرَغَ ، أقبَلَ الحَسَنُ عليه السلام فَسَلَّمَ عَلَيهِ وضَحِكَ ، وقالَ : أيُّهَا الشَّيخُ ، أظُنُّكَ غَريبا ، ولَعَلَّكَ شَبَّهتَ ؛ فَلَوِ استَعتَبتَنا أعتَبناكَ ، ولَو سَأَلتَنا أعطَيناكَ ، ولَوِ استَرشَدتَنا أرشَدناكَ ، ولَوِ استَحمَلتَنا حَمَلناكَ ، وإن كُنتَ جائِعا أشبَعناكَ ، وإن كنُتَ عُريانا كَسَوناكَ ، وإن كُنتَ مُحتاجا أغنَيناكَ ، وإن كُنتَ طَريدا آوَيناكَ ، وإن كانَ لَكَ حاجَةٌ قَضَيناها لَكَ ، فَلَو حَرَّكتَ رَحلَكَ إلَينا وكُنتَ ضَيفَنا إلى وَقتِ ارتِحالِكَ كانَ أعوَدَ عَلَيكَ ؛ لِأَنَّ لَنا مَوضِعا رَحبا وجاها عَريضا ومالاً كَبيرا .

1.الكافي : ج ۲ ص ۶۷۰ ح ۵ ، قرب الإسناد : ص ۱۰ ح ۳۳ كلاهما عن مسعدة بن صدقة ، بحار الأنوار : ج ۷۴ ص ۱۵۷ ص ۴ .

الصفحه من 82