البلاء (تفصیلی) - الصفحه 9

وقد جاء في حديث عن الإمام الصادق عليه السلام أنَّهُ قالَ :
مَرِضَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام فَعادَهُ قَومٌ ، فَقالوا لَهُ : كَيفَ أصبَحتَ يا أميرَالمُؤمِنينَ؟
فقالَ : أصبَحتُ بِشَرٍّ!
فَقالوا لَهُ : سُبحانَ اللّهِ ، هذا كَلامُ مِثلِكَ؟!
فَقالَ : يَقولُ اللّهُ تَعالى : «وَ نَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ فِتْنَةً وَ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ»۱ ، فَالخَيرُ الصِّحَّةُ وَالغِنى ، وَالشَّرُّ المَرَضُ وَالفَقرُ ؛ ابتِلاءً وَاختِبارا . ۲
ومن البديهي أنّ ما جاء في كلام الإمام عليه السلام إنّما هو مثال للحالات التي يبتلى بها الإنسان ، وإلا فإنّ الدنيا هي دار بلاء للإنسان ، وإنّ ما يحدث له في الحياة من فرح وترح أو «قبض وبسط» ۳ على حد تعبير الروايات ، هو ابتلاء له .

الفرق بين «البلاء» و«النقمة»

وبناء على ذلك ، فإن لـ «البلاء» معنى مختلفاً عن «النقمة» ، فقد يستخدم «البلاء» في الضرر أحياناً وفي النفع أحياناً أخرى مثل : «وَلِيُبْلِىَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا »۴ ، ولكن «النقمة» تستخدم دائماً بمعنى الضرّر والعقوبة على الأعمال السيئة ۵ . وعلى

1.الأنبياء : ۳۵ .

2.الدعوات : ص ۱۶۸ ح ۴۶۹ ، مجمع البيان : ج ۷ ص ۷۴ نحوه ، بحارالأنوار : ج ۸۱ ص ۲۰۹ ح ۲۵ .

3.راجع : ص ۱۸۵ ( كلّ قبض و بسط ) .

4.الأنفال : ۱۷ .

5.وفي معجم الفروق اللغوية : الفرق بين البلاء والنقمة : أنّ البلاء يكون ضررا ويكون نفعا ، وإذا أردت النفع قلت : أبليته ، وفي القرآن : «وَلِيُبْلِىَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا » ومن الضر بلوته ، وأصله أن تختبره بالمكروه وتستخرج ما عنده من الصبر به ويكون ذلك ابتداءً . والنقمة لا تكون إلّا جزاءً وعقوبةً وأصلها شدَّة الإنكار . تقول : نقمت عليه الإمر إذا أنكرته عليه . وقد تُسَمَّى النقمة بلاءً والبلاء لا يسمى نقمةً إذا كان ابتداءً . والبلاء أيضا اسم للنعمة . وفي كلام الأحنف : البلاء ثمَّ الثناء أي النعمة ثمَّ الشكر (معجم فروق اللغويه : ص ۱۰۵) .

الصفحه من 118