المباهلة (تفصیلی) - الصفحه 11

باعتباره «نفسه» ، تثبت بوضوحٍ أنّ أيّاً من الصحابة لم يكن كالإمام عليّ عليه السلام يستحقّ الخلافة بعد النبي صلى الله عليه و آله مباشرة ، ولذلك فإنّ المأمون عندما سأل الإمام الرضا عليه السلام :
مَا الدَّليلُ عَلى خِلافَةِ جَدِّكَ [عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ]؟ قالَ عليه السلام : «أَنفُسَنَا» ، فَقالَ المَأمونُ : لَولا «نِسَاءَنَا» ! فَقالَ الرِّضا عليه السلام : لَولا «أَبْنَاءَنَا» ! فَسَكَتَ المَأمونُ . ۱

تكريم يوم المباهلة

تفيد بعض الروايات بأنّ اليوم الرابع والعشرين من ذي الحجّة ۲ ، هو يوم ميعاد مباهلة النبيّ صلى الله عليه و آله مع ممثّلي نصارى نجران ، حيث امتنعوا عن المباهلة وقبلوا المصالحة . وقد ذكرت روايات أهل البيت عليهم السلام آدابا وأعمالاً ۳ لهذا اليوم ينبغي للمجتمع المسلم وخاصة المعنيين أن يحيطها باهتمامهم من أجل الانتفاع من بركات هذا اليوم المبارك ، وإحياء ذكرى حادثة المباهلة .

الشرعيّة العامة للمباهلة لإثبات الحق

يمكننا أن نستنبط من آية المباهلة الشرعيّة العامّة للمباهلة لإثبات الحقّ واتّضاحه بعد إقامة البرهان عليه ، كما أنّ روايات أهل البيت عليهم السلام ۴ وسيرة أئمّة الدين ۵ قد دلّت على ذلك أيضا ، ولذلك فإنّ الكثير من الفقهاء أفتَوا ۶ بشرعيّة

1.لتوضيح هذه الرواية راجع : ص ۳۳۳ الهامش ۲ .

2.توجد آراء حول يوم المباهلة وهي ۲۱ ، ۲۵ أو ۲۷ من ذي الحجّة ، إلا أنّ الشيخ الطوسي واستناداً لرواية اختار يوم ۲۴ ذي الحجة ، وقد اشتهر هذا القول (راجع : الإقبال : ج ۲ ص ۳۵۴ ، المصباح للكفعمي : ص ۵۱۵ ، المصباح المتهجد : ص ۷۵۹ و ۷۶۴ ) .

3.راجع : ص ۳۳۷ ( الفصل الرابع : آداب يوم المباهلة ) .

4.راجع : ص ۳۲۰ ( جواز مباهلة كلّ من جحد حقاً ) .

5.راجع : الغيبة : ص ۳۰۷ ح ۲۵۸ .

6.راجع : الكافي : ج ۱ ص ۳۲۸ ح ۲ و ج ۲ ص ۵۱۳ ح ۱ وفتح الباري : ج ۸ ص ۷۴ .

الصفحه من 110