البیعة (تفصیلی) - الصفحه 12

البيعة وأصوات الناس في مقام الإثبات وإنشاء السلطة التنفيذيّة .
وبعبارة اُخرى ، فإن قَبِل الناسُ ولايةَ النبيّ صلى الله عليه و آله أو الأئمّة المعصومين عليهم السلام وقيادتَهم ، فإنّ اللّه تعالى سيضمن لهم تأمين حقوقهم المادّية والمعنوية في ظلّ النظام السياسي الحاكم ، فلا تحتاج ولايتهم لأخذ البيعة من الناس ، وبناءً على ذلك فإنّ دور البيعة في عصر حضور المعصوم يقتصر على أداء واجب شرعي من جانب الناس باتّجاه خلق السلطة التنفيذية للقادة الإلهيّين ، وليس له دور في ثبوت ولايتهم الحقيقية .

دور البيعة في عصر الغيبة

دور البيعة في عصر غيبة الإمام المعصوم ، هو كدورها في عصر الحضور ، بل وقبله ، في تأسيس أو بقاء الحكومة الدينيّة وتحكيم القيم الإلهيّة ، وذلك أنّه وفقا للمباني الفقهيّة لولاية الفقيه في عصر الغيبة ، فإنّ حقّ حكومة المعصوم وولايته ينتقل إلى الفقهاء الواجدين للشرائط ، النقطة المتبقيّة هي أنّ عددا من الفقهاء يرى أنّ الواجدين للشرائط هم المنصوبون من قبل المعصوم عليه السلام ، ويرى آخرون أنّ انتخاب واختيار الناس له دور في مشروعيّة ولاية الفقيه .
وبعبارة اُخرى : أحد المباني في ولاية الفقيه هي أنّ ولاية الفقيه الواجد للشرائط ثابتة في مرحلة الثبوت ، وهي بحاجة لبيعة الناس في مرحلة الإثبات . وهناك مبنى آخر في هذا المجال يرى أنّ ولاية الفقيه بحاجة لبيعة الناس في مرحلتي الثبوت والإثبات .
بناء على ذلك فإنّ فعليّة ولاية الفقيه وفقا لكلا المبنيين بحاجة إلى بيعة الناس وآرائهم ، وبدون رأي الناس وقبول عامّتهم لاتتحقق للفقيه ولاية . وعلى هذا فإنّ تأسيس وبقاء الحكومة الدينيّة في عصر الغيبة من دون بيعة أمر غير ممكن كما هو

الصفحه من 107