يَمرُقونَ مِنَ الدّين كما يَمرُقُ السَهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ كُلَّما قُطِعَ قَرْنٌ نَشَأَ قَرْنٌ ، حتّى يَخْرُجَ في بَقِيَّتِهِم الدَّجّالُ .۱
۴۸۳۵.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- وقَد مَرَّ بقَتْلى الخَوارجِ -: بُؤْساً لَكُم ! لَقد ضَرَّكُم مَن غَرَّكُم . فقيلَ لَهُ : مَن غَرَّهُم يا أميرَ المؤمنينَ ؟ فقالَ : الشَّيطانُ المُضِلُّ ، والأنْفُسُ الأمّارَةُ بالسُّوءِ ، غَرَّتْهُمبالأمانيِّ ، وفَسَحَتْ لَهُم ، بِالمَعاصي، ووَعَدَتْهُم الإظْهارَ ، فاقْتَحَمَتْ بهِم النّارَ .۲
۴۸۳۶.عنه عليه السلام : أيُّها النّاسُ ، فإنّي فَقَأْتُ عَينَ الفِتنَةِ ، ولَم يَكُن لِيَجْتَرِئَ علَيها أحَدٌ غَيري بَعدَ أنْ ماجَ غَيْهَبُها (ظُلْمَتُها) ، واشْتَدَّ كَلَبُها .۳
۴۸۳۷.عنه عليه السلام- لَمّا قُتلَ الخوارِجُ فقيلَ لَهُ : يا أميرَ المؤمنينَ، هَلكَ القَومُ بأجْمَعِهِم -:كَلّا واللَّهِ، إنَّهُم نُطَفٌ في أصْلابِ الرِّجالِ وقَراراتِ النّساءِ ، كُلَّما نَجَمَ مِنهُم قَرْنٌ قُطِعَ، حتّى يكونَ آخِرُهُم لُصوصاً سَلّابِينَ .۴
۴۸۳۸.كنز العمّال عن قتادة : لَمّا قَتَلَهُم [الخوارجَ ]قالَ رجُلٌ : الحَمدُللَّهِ الّذي أبادَهُم وأراحَنا مِنهُم ، فقالَ عليٌّ : كَلّا والّذي نَفْسي بِيَدِهِ ، أنَّ مِنهُم لَمَن في أصْلابِ الرِّجال لَم تَحْمِلْهُ النِّساءُ بَعدُ ، ولَيَكونَنَّ آخِرُهُم لُصّاصاً جَرّادِينَ .۵
۴۸۳۹.كنز العمّال عن أبي جعفر الفراء : سَمِعَ عليٌّ أحَدَ ابْنَيْهِ - إمّا الحسنَ أو الحسينَ - يقول : الحَمدُ للَّهِ الّذي أراحَ اُمّةَ محمّدٍ مِن هذهِ العِصابَةِ ، فقالَ عليٌّ : لَو لَم يَبْقَ مِن اُمّةِ محمّدٍ إلّا ثَلاثةٌ لَكانَ أحَدُهُم على رأيِ هؤلاءِ ، إنَّهُم لَفي أصْلابِ الرِّجالِ وأرْحامِ النِّساءِ .۶
(انظر) نهج السعادة : 2 / 417 .
1017 - نهيُ الإمامِ عَن قَتلِ الخَوارجِ بَعدَهُ
۴۸۴۰.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : لا تُقاتِلوا (تَقْتُلوا) الخَوارِجَ بَعدي ؛ فلَيس مَن طَلبَ الحقَّ فأخْطَأهُ، كَمَن طَلبَ الباطِلَ فأدْرَكَهُ۷ .۸
1.كنز العمّال : ۳۱۶۱۱ .
2.نهج البلاغة : الحكمة ۳۲۳ .
3.نهج البلاغة : الخطبة ۹۳ .
4.نهج البلاغة : الخطبة ۶۰ .
5.كنز العمّال : ۳۱۵۴۲ .
6.كنز العمّال : ۳۱۵۴۹ .
7.نهج البلاغة : الخطبة ۶۱ .
8.قال ابنُ أبي الحديد : مُراده أنّ الخوارج ضَلّوا بشُبهة دخَلت عليهم ، كانوا يَطلُبون الحقّ ، ولهم في الجملة تَمسّكٌ بالدِّين ، ومُحاماةٌ عن عقيدةٍ اعتقدوها ، و إنْ أخطَؤوا فيها . وأمّا معاوية فلم يكن يطلب الحقّ ، و إنّما كان ذا باطل ، لا يُحامي عن اعتقادٍ قد بناه على شبهة ، وأحوالُه كانت تدلّ على ذلك ، فإنّه لم يكن من أرباب الدِّين ... و إذا كان كذلك لم يَجُزْ أن يَنصُر المسلمون سلطانه ، وتحارَبُ الخوارج عليه و إن كانوا أهل ضلال ، لأ نّهم أحسن حالاً منه ، فإنّهم كانوا يَنهون عن المنكر ، ويَرَون الخروج على أئمّة الجور واجباً ... (شرح نهج البلاغة : ۵ / ۷۸) .