بالطَّواعِيَةِ لَما جَعَلَهُنَّ مَوضِعاً لعَرشِهِ ، ولا مَسْكَناً لمَلائكَتِهِ ، ولا مَصْعَداً للكَلِمِ الطَّيِّبِ والعَمَلِ الصّالحِ مِن خَلْقِهِ . جَعلَ نُجومَها أعْلاماً يَسْتَدِلُّ بها الحَيْرانُ في مُخْتَلِفِ فِجاجِ الأقْطارِ . لم يَمنعْ ضَوءَ نُورِها ادْلِهْمامُ سُجُفِ اللّيلِ المُظْلِمِ ، ولا اسْتَطاعَتْ جَلابِيبُ سَوادِ الحَنادِسِ أنْ تَرُدَّ ما شاعَ في السّماواتِ مِن تَلَأْلُؤِ نُورِ القَمَرِ .۱
۵۱۰۷.عنه عليه السلام : ونَظَمَ بِلا تَعْليقٍ رَهَواتِ فُرَجِها ، ولاحَمَ صُدوعَانْفِراجِها ، ووَشَّجَ بَيْنها وبينَ أزْواجِها ، وذَلّلَ للهابِطينَ بأمْرِهِ، والصّاعِدينَ بأعْمالِ خَلقِهِ ، حُزُونَةَ مِعراجِها ، وناداها بعدَ إذْ هِي دُخَانٌ فالْتَحَمَتْ (فالْتَجَمَتْ) عُرى أشْراجِها ، وفَتَقَ بَعدَ الارْتِتاقِ صَوامِتَ أبْوابِها ، وأقامَ رَصَداً مِنَ الشُّهُبِ الثَّواقِبِ على نِقابِها ، وأمْسَكَها مِن أنْ تَمورَ في خَرْقِالهَواءِ بأيْدِهِ ، وأمَرَها أنْ تَقِفَ مُسْتسلِمةً لأمرِهِ .
وجَعلَ شَمْسَها آيةً مُبْصِرةً لِنَهارِها ، وقَمَرَها آيةً مَمْحُوَّةً مِن لَيلِها ، وأجْراهُما في مَناقِلِ مَجْراهُما ، وقدَّرَ سَيْرَهُما (مَسيرَهُما) في مَدارِجِ دَرَجِهِما ، لِيُميَّزَ بينَ اللّيلِ والنَّهارِ بِهِما ، ولِيُعْلَمَ عدَدُ السِّنِينَ والحِسابُ بمَقادِيرِهِما .
ثُمَّ عَلَّقَ في جَوِّها فَلَكَها ، وناطَ بها زِينَتَها ، مِن خَفِيّاتِ دَرارِيِّها ، ومَصابِيحِ كَواكِبِها ، ورمَى مُسْتَرِقِي السَّمعِ بثَواقِبِ شُهُبِها ، وأجْراها على أذْلالِ تَسْخيرِها مِن ثَباتِ ثابِتِها ، ومَسيرِ سائرِها ، وهُبوطِها وصُعودِها (معودها) ونُحوسِها وسُعودِها .۲
1069 - السَّماواتُ السَّبعُ
الكتاب :
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ) .۳
(انظر) البقرة : 29 ، فصّلت : 12 ، الملك : 3 ، نوح : 15 ، المؤمنون : 17 ، 86 ، الإسراء : 44 .
1.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۲ .
2.نهج البلاغة : الخطبة ۹۱ .
3.. الطلاق : ۱۲ .