النیة - الصفحه 4

قَولَهُ تعالى‏ : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على‏ شاكِلَتِهِ) يَعني على‏ نِيَّتِهِ .۱

۲۰۹۸۸.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : إنّ اللَّهَ يَحشُرُ النّاسَ على‏ نِيّاتِهِم يَومَ القِيامَةِ .۲

۲۰۹۸۹.تفسير القمّى : - في قولِهِ تعالى‏ : (قُلْ كُلٌّ يَعمَلُ على‏ شاكِلَتِهِ) - : على‏ نِيَّتِهِ (فَرَبُّكُم أعْلَمُ بمَنْ هُوَ أهْدى‏ سَبيلاً)، فإنّهُ حَدَّثَني أبي عن جعفرِ ابنِ إبراهيمَ عن أبي‏الحسنِ الرِّضا عليه السلام قالَ : إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ أوقَفَ المُؤمنَ بَينَ يَدَيهِ فَيكونُ هُوالّذي‏يَتَولّى‏ حِسابَهُ ، فَيعرِضُ علَيهِ عَمَلَهُ فَيَنظُرُ في صَحيفَتِهِ ، فأوَّلُ ما يَرى‏ سَيّئاتِهِ فيَتَغيَّرُ لذلكَ لَونُهُ ، وتَرتَعِشُ فَرائصُهُ ، وتَفزَعُ نَفسُهُ ، ثُمّ يَرى‏ حَسَناتِهِ‏فتَقَرُّ عَينُهُ،وتُسَرُّ نَفسُهُ،وتَفرَحُ رُوحُهُ ، ثُمّ يَنظُرُ إلى‏ ما أعطاهُ اللَّهُ مِن الثَّوابِ فيَشتَدُّ فَرَحُهُ .
ثُمّ يقولُ اللَّهُ للمَلائكةِ : هَلِمُّوا الصُّحُفَ الّتي فيها الأعمالُ الّتي لَم يَعمَلوها ! قالَ : فيَقرؤونَها ثُمّ يَقولونَ : وعِزَّتِكَ، إنّكَ لَتَعلَمُ أنّا لَم نَعمَلْ مِنها شَيئاً ! فيقولُ : صَدَقتُم ، نَوَيتُموها فكَتَبناها لَكُم ، ثُمّ يُثابُونَ علَيها .۳

التّفسير :

قوله تعالى‏ : (قُلْ كلٌّ يَعْمَلُ على‏ شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أهْدى‏ سَبيلاً) المشاكلة - على‏ ما في «المفردات» - من الشَّكل وهو تقييد الدّابّة ، ويسمّى‏ ما يقيّد به شِكالاً بكسر الشّين . والشّاكلة هي السّجيّة ؛ سمّي بها لتقييدها الإنسان أن يجري على‏ ما يناسبها وتقتضيه .
وفي «المجمع» : الشّاكلة الطريقة والمذهب ، يقال : هذا طريق ذو شواكل أي ينشعب منه طرق جماعة ، انتهى‏ . وكأنّ تسميتهما بها لما فيها من تقييد العابرين والمنتحلين بالتزامهما وعدم التخلّف عنهما . وقيل : الشّاكلة من الشَّكل بفتح الشّين بمعنَى المِثل ، وقيل : إنّها من الشِّكل بكسر الشّين بمعنَى الهيئة .

1.وسائل الشيعة : ۱ / ۳۶ / ۵ .

2.المحاسن : ۱ / ۴۰۹ / ۹۲۹ .

3.تفسير القمّي : ۲ / ۲۶ .

الصفحه من 18