التقوی - الصفحه 35

فإذا أراد اللَّه سبحانه أن يصرف عبداً عن شرّ مثلاً أرسل إليه ملكاً ينازعه في مقتضى‏ طبعه ويغيّر مجرى‏ إرادته مثلاً عن الشرّ إلَى الخير ، أو أراد أن يضلّ عبداً لاستحقاقه ذلك سلّط عليه إبليس فحوّله من الخير إلَى الشرّ، وإن كان ذلك لا بمقدار يوجب الإجبار والاضطرار .
وهذا مدفوع بما نشاهده من أنفسنا في أعمال الخير والشرّ مشاهدة عيان أنّه ليس هناك سبب آخر يغايرنا وينازعنا فيغلب علينا غير أنفسنا التي تعمل أعمالها عن شعور بها وإرادة مترتّبة عليه قائمين بها ، فالذي يثبته السمع والعقل وراء نفوسنا من الأسباب كالملك والشيطان سبب طوليّ لاعرضيّ ، وهو ظاهر .
مضافاً إلى‏ أنّ المعارف القرآنيّة من التوحيد وما يرجع إليه يدفع هذا القول من أصله ، وقد تقدّم شطر وافر من ذلك في تضاعيف الأبحاث السالفة .۱

4111 - جِماعُ التَّقوى‏

الكتاب :

(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى‏ وَيَنْهَى‏ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) .۲

الحديث :

۲۲۴۵۹.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : جِماعُ التَّقوى‏ في قَولِهِ تَعالى‏ : (إنّ اللَّهَ يأمُرُ بالعَدْلِ والإحْسانِ) .۳

22460.مجمع البيانِ : قالَ عبدُ اللَّهِ بنُ مسعودٍ : هذهِ الآيَةُ أجمَعُ آيَةٍ في كِتابِ اللّهِ لِلخَيرِ والشَّرِّ ... وجاءَتِ الرّوايةُ أنّ عُثمانَ بنَ مَظعونٍ قالَ : كُنتُ أسلَمتُ استِحياءً مِن رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لِكَثرَةِ ماكانَ يَعرِضُ علَيَّ الإسلامَ ، ولَمّا يَقَرَّ الإسلامُ في قَلبي ، فكُنتُ ذاتَ يَومٍ عِندَهُ حالَ تأمُّلِهِ فشَخَصَ بَصَرَهُ نَحوَ السّماءِ كأنّهُ يَستَفهِمُ شَيئاً ، فلَمّا سُرِّيَ عَنهُ سَألتُهُ عَن حالِهِ فقالَ : نَعَم ، بَينا أنا اُحَدِّثُكَ إذ رأيتُ جَبرئيلَ في الهَواءِ فأتاني بهذهِ الآيَةِ (إنّ اللَّهَ يَأمُرُ بالعَدْلِ

1.الميزان في تفسير القرآن : ۱۱/۱۵۵ - ۱۶۴ .

2.النحل : ۹۰ .

3.روضة الواعظين : ۴۷۹ .

الصفحه من 40