سِواهُم إلّا بِهِم ؛ لأنَّ النّاسَ كُلَّهُم عِيالٌ علَى الخَراجِ وأهلِهِ .
ولْيَكُن نَظَرُكَ في عِمارَةِ الأرضِ أبلَغَ مِن نَظَرِكَ في استِجلابِ الخَراجِ ؛ لأنَّ ذلكَ لا يُدرَكُ إلّا بِالعِمارَةِ ، ومَن طَلَبَ الخَراجَ بغَيرِ عِمارَةٍ أخرَبَ البِلادَ ، وأهلَكَ العِبادَ ، ولَم يَستَقِمْ أمرُهُ إلّا قَليلاً ... وإنّما يُؤتى خَرابُ الأرضِ مِن إعوازِ۱ أهلِها ، وإنّما يُعْوِزُ أهلُها لإشرافِ أنفُسِ الوُلاةِ علَى الجَمعِ ، وسُوءِ ظَنِّهِم بِالبَقاءِ ، وقِلَّةِ انتِفاعِهِم بِالعِبَرِ .۲
4167 - نَهيُ الوُلاةِ عَنِ الجودِ بِفَيءِ المُسلِمينَ
۲۲۷۹۲.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : جُودُ الوُلاةِ بِفَيءِ المُسلمينَ جَورٌ وخَتْرٌ .۳
۲۲۷۹۳.عنه عليه السلام- مِن كِتابِهِ إلى مَصقلَةَ بنِ هُبَيرَةَ الشَّيبانيِّ ، وهُو عامِلُهُ على أردَشيرَ خُرَّةَ -: بَلَغَني عَنكَ أمرٌ إن كُنتَ فَعَلتَهُ فَقَد أسخَطتَ إلهَكَ ، وعَصَيتَ إمامَكَ : أنَّكَ تَقسِمُ فَيءَ المُسلِمينَ الّذي حازَتهُ رِماحُهُم وخُيولُهُم، واُرِيقَت علَيهِ دِماؤهُم، فِيمَنِ اعتامَكَ۴ مِن أعرابِ قَومِكَ.
فَوالّذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرأ النَّسَمَةَ ، لَئن كانَ ذلكَ حَقّاً لَتَجِدَنَّ لَكَ علَيَّ هَواناً ، وَلَتَخِفَّنَّ عِندي مِيزاناً ، فلا تَستَهِنْ بحَقِّ ربِّكَ ، ولا تُصلِحْ دُنياكَ بِمَحقِ دِينِكَ ، فتَكونَ مِن الأخسَرينَ أعمالاً .
ألَا وإنّ حَقَّ مَن قِبَلَكَ وقِبَلَنا مِن المُسلِمينَ في قِسمَةِ هذا الفَيءِ سَواءٌ : يَرِدونَ عِندي علَيهِ ، ويَصدُرونَ عَنهُ .۵
(انظر) المال : باب 3708 ، 3709 .
4168 - عَلَى الوالي قَضاءُ دَينِ المُعسِرِ
۲۲۷۹۴.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله: ما مِن غَريمٍ ذَهَبَ بِغَريمِهِ إلى والٍ مِن وُلاةِ المُسلِمينَ ، واستَبانَ لِلوالِي عُسرَتُهُ إلّا بَرئَ هذا المُعسِرُ مِن دَينِهِ ، وصارَ دَينُهُ على والِي المُسلِمينَ
1.الإعواز : الفقر (مجمع البحرين : ۲/۱۲۹۳) .
2.نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ .
3.غرر الحكم : ۴۷۲۵ .
4.اعتام الشيء : إذا اختاره؛ وعيمة الشيء: خياره (النهاية : ۳/۳۳۱) .
5.نهج البلاغة : الكتاب ۴۳ .